الأحد، 2 مايو 2010

فاشل


فاشل
لست ادرى اى شيطان ذلك الذى يتتبعنى خطوة خطوة ليفسد على كل عمل اقوم به، هذا رغم انى ابذل جهدى بكل اخلاص وصدق . لم اكن اعلم حين اردت الحصول على ترخيص معين انه لابد من تقديم رشوة لمسئول كبير ، ترددت على مكتبه يوميا لمدة شهور وفى كل يوم كنا نكتشف اما نقصا فى الاوراق او الدمغة او احد الاختام او غياب موظف.......الخ .
ولما كنت ارى كثيرين غيرى يستخرجون الرخصة فى وقت اقل من ذلك بكثير بل ان بعضهم يستخرجها فى نفس اليوم رحت اتلمس ، نصحنى ناصح ان اضع فى يد المسئول مبلغ من المال ، وفى الحقيقة انا لم ادفع فى حياتى رشوة لاى انسان ولا اعلم كيف تدفع الرشوة ولا كيف يقبل موظف كبير كهذا على نفسة ذلك، الا انى تقدمت ودخلت عليه المكتب بخطى ثابتة فقد كنت اتصور ان الامر سينقضى فورا .تقدمت منه بجديه تامه فانا جاد بطبعى ولا اميل الى العبث ومن عادتى ان اصل الى المطلوب بلا لف او دوران اختصارا للوقت ورغبة فى سرعة الانجاز . وقلت له بصراحة ارجو ان تعذرنى لانى طيلة هذة الشهور لم اكن اعلم ان سعادتك مرتشى واؤكد لك انى لم اعلم الا بالامس فقط ، ولقد اعدت لسيادتك الرشوة المطلوبة لانجاز الترخيص الذى تاخر حوالى ستة شهور لغبائى الشديد ولكن الحمد لله الذى دلنى على ابن الحلال الذى قال لى ان سعادتك لا تقضى اى عمل بدون ذلك ، واننى يا افندم طوع امرك وهاك المبلغ وارجو ان تعده وتتاكد منه قبل توقيع الترخيص........ الا هنا كنت اعتقد ان الامور تسير فى مجراها الطبيعى تماما . لم اكن اتوقع سوى ان يتناول منى الرشوة كما سبق ان تناولها من الاف غيرى وينتهى الامر بسلام ، الا ان الذى حدث عكس ذلك تماما ، فقد فغر الرجل فاه على اخرة وتدلى فكه واتسع حدقتاه ، وتغيرت سحنته حتى لكانه يرى امامه شيطان او عفريت من الجن ، ولما كان الرجل يحملق بطريقة غريبة فقد ظننت انه ينظر الى شبح خلفى سبب له تلك الحاله من الذعر ، الا انى حين نظرت خلفى لم اجد شيئا على الاطلاق، كان الامر طبيعيا تماما فيما عدا هذا التحول الغريب والفجائى على سحنة الرجل ، وحين سالته باشفاق شديد هلى يحس تعبا ما ؟ انتفض من فوق كرسيه واقفا واسند يديه على المكتب وصاح :اتسخر منى ايها المجرم؟ ولقد ذهلت فى الحقيقة لمسلك الرجل فاننى لم احاول مطلقا ان اسخر منه بل كنت اشعر انى اتنم صفقه كلنا فيها رابح ، وكنت اظن ان المرتشى لا تزعجه الرشوة مطلقا والا ما اقدم عليها ، وحين حاولت ان اشرح له الامر وابين له انى لا اسخر منه بل كل ما فى الامر انى اقدم له اللازم لانجاز مصلحه لا ينجزها سعادته الا بذلك ، انقض علي كالمجنون ليفتك بى ، ورغم انى انطلقت هاربا باقصى سرعه الا انه ظل يطاردنى ويصرخ المجنون..المجنون ، ظللت اجرى واجرى حتى بعد ان كف عن مطاردتى ، فقد ايقظت صرخته ...المجنون ...ذكرى حادثة مشابهه حدث لى فى القريب ، فلما كنت شابا قويا واحس ان الدماء تسرى ملتهبه فى عروقى وكنت ارى كثيرا مما يفعله الشباب مع فتيات الليل وكنت اسمع اقاصيصهم عن ذلك، انتابنى شوق شديد لخوض ذلك العالم الغامض كى ارتشف منه بعض قطرات من الملذات ، وكفاك حرمان يا هذا واشياء من هذا القبيل ، هذا علما بانى لم اغازل فى حياتى امراة او امارس هذا النوع من العلاقات التى يسمونها حبا ، الا انى لابد ان اعترف ان ذلك حخدث رغم انفى ، فالذى يحدث دائما بعد محاولة الحديث من جانبى مع اى انثى هو انصرافها عنى تماما ، وحينما كنت احاول ان اتكلف الظرف والابتسام واغرق فى لاضحك على اشياء اقولها انا او يقولها غيرى ، كان يصيب الجميع حالة من الوجوم التام كرد فعل لمحاولتى الاستظراف ، كنت اصمت بعدها كمن القى على قفاه دلو ماء ، واشعر بتعاسة شديدة ووحدة وانقطاع مريرين ، الا انى قلت هؤلاء بنات الهوى وهن للجميع ، من يدفع ياخذ، والمسالة بالنسبة لهن مسالة تجارية بحتة وليس ما يدعونى معهن الى محاولة التظرف واظهار شخصية اخرى خفيفه الروح بخلاف شخصيتى ، ولمحتها على طريق الكورنيش فى تلك المواقف التى يبدو ان كثيرين يعرفونها ودلنى عليها احد الخبراء فى ذلك الفن الجديد على تماما ، انطلقت نحوها كالسهم المارق واخرجت من جيبى مبلغا من المال وقدمته لها داخلا فى الموضوع راسا ، كنت طبعا اتوقع منها الاستجابة المباشرة فهى ما وقفت هذا الموقف الا من اجل هذا ، الا انه يبدو ان شيئا ما يجعل هؤلاء الشياطين يتصنعون معى العفه ، فقد نظرت لى بقسوة واهوت عليا بكفها واتبعت ذلك ببصقة عنيفة واخذت تصرخ ، ولم اكذب الخبر فصرت اجرى وهى تصرخ .. المجنون .. المجنون .. تذكرت ذلك وانا اجرى للمرة الثانية مطاردا بنفس الصراخ ، واقسم انى لست بمجنون ، ولكنى اعلم ان هؤلاء الناس فى منتهى الفساد والانحطاط وهم يعلمون ذلك ولا يخجلون منه ، ويبدو اننى لن استطيع مطلقا ان افهم لم يرفضون التعامل معى انا بالذات .

حسنى محمد ابو عيد

السبت، 1 مايو 2010

ماذا حدث عندما حكمت أمريكا العالم


ماذا حدث عندما حكمت أمريكا العالم
لعل الشيطان نظر إلى نظامنا الأمريكي في الحياة وقال :-
لقد أن لي أن أستريح .. إننا نظام مبني على القسوة ؛ ومن يرد النجاح عندنا فلينزع الرحمة من قلبه .. هكذا بدأنا عندما نزحنا إلى هذه البلاد ، ليس البقاء إلا للأقوى .. كنا نظلم بقوه ، وكنا نسحق بقوه . ولم يكن هذا الظلم وتلك القسوة خاصة بذلك الجنس المتخلف من الهنود الحمر .. بل كان الذي يضعف فينا فلا مكان له ، يجرفه طوفان القسوة الظالم العربيد .. لقد بدأنا حياتنا بالظلم القوى الساحق وحصلنا به على السلطة والثروة .. إننا نحمي السلطة و الثروة برجال لا ترحم .. مقياس النجاح في رجالنا هو انعدام الرحمة؛ و خلو قلبهم من هذا المرض المدمر لسلطاننا وثروتنا .
بل إن الرحمة مدمرة للابتكار والإبداع .. وهي مرض يصيب المجتمع بالخمول والتواكل والذبول . ولكني أعترف بحزن شديد أن الرحمة يبدوا أنها خدعه حقيقية داخل النفس البشرية ، ولقد وجدنا حلاً لهذه المشكلة المدمرة فلم نكبتها ولكن جعلنها تتنفس في حب القطط والكلاب وحين نشرب دماء الضعفاء من البشر بكل لذة نجد أعيننا تدمع لرؤية قطة مسكينة أصابها جرح أدمى جسدها بل أننا نخضع المسئول عن هذا الجراح الدامي للمساءلة القانونية .. إننا نظام لا يحب ولا يرحم إلا القطط والكلاب وحين خلت قلوبنا من الرحمة ، ابتكرنا شيئا أخر طريفاً نقيم به ما أعوج من الميزان .. لقد أبتكرنا حقوق الإنسان .. ولا نقصد بها إلا منع الرحمة أن تعاود قلوبنا من جديد فحقوق الإنسان عندنا هي الأخرى سلطة غشوم تنصب في مجرى القسوة والظلم الذي نحطم به الجماجم و الرؤوس

حسني محمد أبوعيد
hosnyaapoaeed@yahoo.com