الثلاثاء، 8 مايو 2012

002 -- متى ييأس المربي من المريد


بسم الله الرحمن الرحيم
من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا وأستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته،و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ .
متى ييأس المربي من المريد
سألت شيخي و أستاذي ذات مرة سؤال " في مشوار حياتنا معك منذ زمن بعيد لا يوجد لحظة واحدة أحسست أن الملل قد تسلل إلى نفسك من تلميذ لم يتقدم أو مبتدأ جاء إليك طالبا التربية فتبدأ معه بنفس الطريقة وبنفس الحماس الذي بدأت به معنا منذ سنه 1985
ونحن الآن في مجال الدعوة ولنا تلاميذ فلماذا يتسلل اليأس إلينا أحيانا ً وربما يسيطر علينا الإحباط ؟
فأجاب شيخي قائلا :
حينما عملت بالدعوة مكست عشرون عاما ً أقول كلاما ولايوجد من يفهمه أو يسمعه وإن وجد من يسمع ويـُسر لكلامي لا أراه ينفذ منه شيء مجرد كلام جميل وخطبة جميلة ورجل يقرأ القرآن بطريقة جميلة (وخلاص).
و كنت دائما أشعر أنني لا أجني ثمرة ً أبدا ًوأنني سوف ألقى الله على سر مختزن بداخلي ألا وهو ( عدم التكلف في حياة المؤمن ) وكنت قد نزعت التكلف من حياتي نهائيا ً وأحببت أن أعيش الدين حقيقة ً.
فلما يحيا الإنسان هذا الدين لا يهمه أثمرت أم لم تثمر أنتجت أم لم تنتج !
أنا علاقتي مع جهة واحدة فقط هو ربي سبحانه وتعالى – ثم إنني مذنب و عاصي لم أقم بأي حق من الحقوق الواجبة عليَّ – فإنني انشغل بنفسي أكثر من انشغالي بالآخرين.
بل أحيانا ًأشعر أن الآخرين الذين أقوم بتعليمهم كلهم أفضل مني، و أنا كل ما في الأمر عندي مقدرة على الكلام و التعبير أكثر منهم.
من هنا روضت نفسي منذ زمنٍ على السفر وحدي وتجدني غير حريص على أن يلتف تلاميذي حولي بل إن بعض تلاميذي منهم من يشرق أو يغرب يذهب هنا أو هناك لم أمنعه و أقول له اذهب واستمع وتعلم لست َ بحكر عليَّ ولست َ مقيدٌ بسلسلة طرفها بيدي
خذ من كل مكان ما يفيدك ومن الممكن أن أكون مخطئ في كل شيء علمته لك وربما تتعلم عند غيري أفضل ما تتعلمه عندي.
من هنا لا يسرع إليَّ الناس ولا يتسلل إليَّ الملل والإحباط.
هذا بالإضافة إلى أن أي إنسان مهما بلغت درجة معصيته طالما هو أتى إليَّ وأشعر أنه طالب للهداية أُفسح له الطريق وأوسع له في مجلسي مهما بلغت درجة معصيته.
انتهت الإجابة.
وأشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير الجزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك
اللهم آمين
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
أبوعمار محمد عبدالرحيم
7/3/2012
badeaezaman@yahoo.com

034 -- وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا


  بسم الله الرحمن الرحيم

034-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
034 -- وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا
***
المؤمن الواعي يعتبر من التاريخ، وينظر ما ذا حدث للأمم من قبله؟
فيجد أنه لا يوجد أمة مهما علا كعبها، إلا وأهلكها الله ودمرها، بسبب ضلالها عن سبيل الله، وهذه سنة ماضية. (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) يونس   فماذا كان ظلمهم؟
إن ظلمهم هو إتباع هواهم، وتركهم لشرع السماء، وتشريعهم لأنفسهم شرع يعيشون به حياتهم، وهذا هو الكفر، فماذا فعل الله بهم؟ لقد أهلكهم جميعا، فلقد كفروا على الرغم من إرسال الله إليهم الرسل ليخبروهم أن لهذا الكون إله.
هذا الإله هو الحاكم، والمشرع، ولابد أن تعيشوا حياتكم، متبعين لشريعة الله، ومنهاج الله، الذي جاءت به رسل الله وأوحى الله به إليهم.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
9/5/2012
badeaezaman@yahoo.com

الخميس، 3 مايو 2012

032 -- متى أعتزل الناس


  بسم الله الرحمن الرحيم

032-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
032 -- متى أعتزل الناس
***
سأل أحدنا الأستاذ قائلاً: أليس إحساسنا بالضيق من شخص نتيجة معرفتنا بشخصيته، أليس هذا خلل فينا؟
فقال الأستاذ: طبعاً!!!
فإنه من الغباء الشديد أنك تعيش في مجتمع وتتعامى عن لغة هذا المجتمع، وطبائع أهله.
لذلك حينما يحدث منهم أي شيء تُصدم، وتفاجأ، و تحزن، و تبعد، إنما الداعية عنده بصيرة، فهو دائما ما يضع سماعته كالطبيب ومشخصاً لجميع العلل الموجودة في المجتمع، ويعيها تماما، فلا يوجد شيئاً يصدمه لأنه قارئ للمجتمع من حوله، وقارئ حتى نوعيات الأفراد الذي يتعامل معهم، ويعلم ماذا يدور بداخل كل واحد منهم، ومن هنا لا يوجد شيئاً يصدمه، بل أسلوبه في الدعوة مرتبط بفهمه للمجتمع، ولذلك حينما يصعد الخطيب على المنبر ليخطب في الناس يقوم بعملية مسح كاملة للناس من أمامه مسحا شاملا ومن خلال هذا المسح يعرف كيف يبدأ وماذا يقول، فمن خلال فهمه للمجتمع ومعرفته بأحواله التي يعرفها جيدا مضافا إليها و رؤيته للواقع الذي أمامه وبعدها يتحدث
ولذلك يكون الجميع في قبضة يده
إنما حينما يأتي إلىَّ شخص مصدوم من تصرفات الناس ومن أحوالهم، أنا لا ألوم الناس، إنما ألوم (خيبتك أنت) لأنك غير مستطيع أن تقرأ هؤلاء الناس مسبقا، ومتصور هؤلاء الناس بمرآتك أنت الصافية، فلا تنظر لمن حولك نظره خيالية حتى لو كان أخوك أنظر إليه نظرة واقعية فليس هو مثلك، ولذلك لا تحزنك مواقفه معك.
فقال التلميذ: حينما أنظر للناس من حولي هذه النظرة الواقعية وفهمت طبيعة شخصية هذا الإنسان وقرأته جيدا، فإذا وجد رد فعل بداخلي يريدني أن أنعزل عن هذا الشخص فهل هذا طبيعي أم هو خلل في شخصيتي؟
فقال الأستاذ: الذي يأخذ ثواب أكبر هو الذي يخالط الناس،ويصبر عليهم، وإنما أعتزل الناس حينما أكون غير قادر وعاجز وليس لي خلاص مع البشر، واتصالي بالناس سيتلفني ويدمرني نهائيا ثم إنني ليس لي ارتباط مصالح معهم واعتزالي عنهم لا يضر بمصلحة أحد وجلست وحدي معتزل الناس، وهذه درجة متدنية ومن يفترض أن الناس معه لا يلومن إلا نفسه.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
3/5/2012
badeaezaman@yahoo.com

الثلاثاء، 1 مايو 2012

031 -- كيف تنشر دين الله


  بسم الله الرحمن الرحيم

031-- من تراث الأستاذ
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
031 -- كيف تنشر دين الله
***
لقد أصبحنا تحت أقدام الأمم، تحت نعال الشعوب، ونحن أمة القرآن!!!
نملك العزة كلها، والفخار كله، والسؤدد كله – أتوضأ وأقول الله أكبر، واقف بين يدي الله، أتلوا كلام الله – فرطنا في هذه العزة، فرطنا في هذا كله. فأين النجاة؟
يكفي أن تحقق في نفسك السلام، ذلك السلام المستمد من توحيدك لله وخضوعك لله، ويكفي أن تعرف نفسك، وتعرف قيمتك الحقيقية، تعرف حقيقتك، تعرف أنك مهما عملت مذنب عاصي، وواقف على باب رحمة الله.
من يفعل ذلك فهو ينشر دين الله، سواء سكت أم تحدث، ومن لم يفعل ذلك، مهما تحدث و ملأ الأرض بالعلم فلم يقل شيئاً، هي ظلمات بعضها فوق بعض، وما أكثر من ينتسب إلى العلم والدعوة فهم الآن ملء الأرض، ولكن أين الثمرة، هو كمن يراوح بين قدميه ولا يتحرك من مكانه.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
2/5/2012
badeaezaman@yahoo.com