بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا
وأستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية
بعلمه وثقافته،و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ .
{
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } الفتح
كنا خمسون رجلا ذهبنا لنحرر المدينة المقدسة فقتلنا
جميعا, ولم يبق سوى ثلاثة؛ كيف ننهزم هكذا ونحن جند الله؟!! ذهبنا إلى شيخ حكيم
ننشد عنده الإجابة.
قال:- لقد ذهبتم قبل أن
تتطهروا من الخبث.
قلنا:- وكيف نفعل أيها الشيخ الجليل؟
قال:-
عودوا عندما تتوهج النار.
مضينا نصارع الحياة، ثم عدنا بعد فتره نضطرب وقد فقدت
قلوبنا السكينة.
قلت:- قلبي يحترق أيها الشيخ الحكيم. فاز بالرئاسة غيري وأصبح ملء السمع والبصر
وجلست وحدي لا يعبأ بي احد أتجرع كأس المهانة والذل.
وقال الثاني:- لقد أطاحت رزم المال بالحقيبة السوداء بصوابي ولا
أستطيع أن أكف عن التفكير فيها.
إنها متاحة، ومعروضة، ونفسي تراودني وتنزع إلى المال
نزعا شديدا ولم يقر لي مذ رأيته قرار.
وقال الثالث:- أما أنا فكربي ثقيل أيها الشيخ فقد تعلق قلبي بامرأة لا
تسل عن جمال عينيها وصفاء بشرتها وحلاوة قوامها إني أراها تنسكب من حناياها الفتنه
فيشتعل قلبي حبا ونارا فهي لا تميل إلى غيري كان الحكيم يستمع بجديه ووقار تعلو
وجهه ابتسامه نورانية مشرقه, لم يكن يبدوا عليه أي سمه من سمات النفور والكراهية.
وقال ببساطه شديدة:- لا يعيبنا أبداً نرى الحقيقة مهما كانت كالحة. وأن
البواعث الدنيوية وقت جفائها تتنفس بطريقه غامضة، في حين تكون فجه وغليظة حين تظهر
ويعلو صوتها، كان جهادكم فيما مضى تنفسا غامضا لشهوه خفيه أعلنت عن نفسها اليوم
بصوت جهير غليظ وقبيح،
فلتكن بواعثنا دائما جديرة بالعناية كغاياتنا. مضت بنا الحياة وكأننا خلقنا من جديد بسمت وأحوال مغايرة،
وأصبحنا وسط الجميع كالغرباء وقد اخذ ارتباطنا وصفا جديدا، أصبحنا شخصا واحدا وقررنا
الجهاد لتحرير المدينة المقدسة، ذهبنا لوداع الشيخ فوجدناه في مرض الموت تغشاه
المهابة والجلال، بكيناه عندما فاضت روحه كما لم نبك أبا وأما وأخا وأختا, وعندما
واريناه التراب كأنما وارينا جزءاً منا هناك انطلقنا بجد لنحرر المدينة، لم نجد
سلاحا سوى الأغصان الجافة، اقتحمنا المدينة نكبر الله، وبيدنا السلاح, كنا نزداد
طولا وتزداد المدينة قصرا حتى صارت تحت أقدامنا خاضعة مستسلمة.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15
badeaezaman@yahoo.com
أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا
وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير الجزاء وأحسن له
كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك
كثيرا من خلقك *** اللهم آمين