عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا
وأستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة
الإسلامية بعلمه وثقافته،و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ .
098
-- مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ
اللَّهِ
سألت شيخي قائلا يقول الله تعالى:
وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ
يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا
أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا
وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)
ويظهر من الوهلة الأولى أنه يوجد تناقض بين الآيتين فكيف
نفهم ذلك؟
فقال الأستاذ: الكلام في الآية الأولى يفيد أن الحسنة تصيبهم هم فيقولوا
هذه من عند الله والسيئة تصيبهم هم فيرجعون ذلك لرسول الله ويلقون باللوم علي
الرسول عليه الصلاة والسلام.
أما الآية الثانية ما أصابك أنت من حسنة مرجع ذلك إلى
الله؛ وما أصابك من سيئة فمن نفسك وهذا تخصيص فالخير دائما مرجعه إلى الله وما
يظنه الإنسان شر فيرجعه الإنسان إلى نفسه تأدبا مع الله وهذا عام سواء مع رسول
الله أو غيره فالمرء يحرم الرزق بالذنب يصيبه.
قلت لأستاذي وما علاقة تزيل الآية الأولى ( فَمَالِ
هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) ) بالموضوع؟
قال الأستاذ: هؤلاء القوم لو كانوا يفقهون ما كانوا قالوا هذا الكلام
ولكنهم لا يفقهون فهم لو عرفوا الله بعظمته وعرفوا مكانة الرسول والرسالة ما قالوا
هذا الكلام ولقالوا سمعنا واطعنا واستسلموا بل إن الإنسان المؤمن بعزة الله وقدرة
الله وحكمة الله مهما يصيبه في هذه الحياة لا يتهم الله بنقص التدبير ونقص الحكمة
ونقص التقدير أبدا، الله سبحانه وتعالى عليم خبير رحمن رحيم، الذي فقه هذا جيدا
أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام حينما أمره الله بذبح ولده إسماعيل ابنه الوحيد
الذي رزق به بعد دعاء وطلب فقال ربي لا يقدر إلا الخير وفي ذبحك يا ولدي الخير كل
الخير طالما أن الله قدر لنا هذا استجابة لأمر
الله وهذه عليا مراتب الأنبياء
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد محمد عبدالرحيم مليحة
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15
badeaezaman@yahoo.com
أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا
وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير الجزاء وأحسن له
كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك
كثيرا من خلقك *** اللهم آمين