بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا
واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة
الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
064
-- تعدد الزوجات
الله قد شرع لنا تعدد الزوجات، و الله هو الذي يقول:
{
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }
سأل أحد تلامذة الأستاذ قائلا: فهل معنى ذلك لو أن الزوج فكر في الزواج
من أخرى يعد ذلك نقص في إيمانه؟
الأستاذ: الله أباح التعدد وطالما أنك تعدل مع زوجتك، وتراعي
مشاعرها النفسية، ولا تؤذيها ولا تقول لها ولا تظهر لها ما يجرحها الله أباح لك
الزواج، ولكن يبقى السؤال.
هل أنت تحتاج لمثل هذا الزواج ( الزوجة الثانية)؟ هل قبل أن تقدم عليه استشرت عاقل ؟ هل استشرت حكيم ؟
أم أنك انطلقت وراء نزوة وشهوة عارضة ؟
قال السائل: أنا فكرت في الزواج مرة أخرى حصلت عليها من الله ؟ أم أن هناك ما يقيض
الرخص التي منحها الله؟
قال الأستاذ: هناك من العقلاء الذين جعلهم الله نبراس للناس يوجهونهم.
أليس من الأجدر بي قبل أن أقدم على هذا العمل أن أستخير
الله ثم أستشير أحد العقلاء ؟ ولاسيما في زمان و في أوضاع اجتماعية نسيِّت التعدد،
فنحن في زمن أصبح فيه الأصل هو الزوجة الواحدة، والشذوذ هو التعدد، فقبل الإسلام
كان تحت الرجل زوجات عديدة وجاء الإسلام حدد وقنن هذه المسألة، والكثير من الناس
يعتقد أن الإسلام جاء بالتعدد، وعلى العكس تماما، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الرجل أن يمسك أربعة من زوجاته ويسرح الباقي منهن.وهل الخير اليوم و في مثل
هذه الظروف التي نعيشها هو التعدد؟
وعلى الرغم من ذلك أي إنسان يركب الصعب و يريد التعدد في
هذا الزمن، نحن لا نحرم عليه التعدد، ولكننا ننصح ونذكر، ولننظر معا إلى حال
المتزوج بأكثر من واحدة فلا نجد إلا الشقاء، شقاء و كد وجهد، ثم ما هو الدافع الذي يدفع إلى التعدد، هل هناك شيء
غير الشغف الجنسي، هل هناك إلا الرغبة، هل هناك شيء غير ذلك؟
وأعلم
وأعلم أنك ستقابل في حياتك نساء كثيرات تشعر معهن ببهجة
لم تشعر بها قط مع زوجتك، فهي تعطيك بهجة و سرور و انسجام لم تشعر به نهائياً مع
زوجتك، ولا تملك زوجتك بحكم تكوينها، بحكم شخصيتها، بحكم استعداداها أنها تعطيك
شيء ممن حصلت عليه من هذه الأجنبية.
هذه الأحاسيس أحاسيس طبيعية و نحن لا نتدخل في تحريمها
أو حلها، لأن أحساس الإنسان الله لا يحاسبه عليها، الله يحاسب على الفعل
ولكن!!!
ولكن هل يا ترى هذه المرأة الجذابة الساحرة التي تغويني
و تعطيني أشياء زوجتي لا تستطيع أن تعطيها لي.
هل هذه حقيقة ؟ أبدا ليست بحقيقة.
فهذه المرأة التي تمتلك هذه المقدرة على الغواية، خلفها
طابور من الرجال تمارس معهم الغواية بنفس الطريقة التي تمارسها معي، فهل من مصلحتي
أن أتزوج امرأة من هذه النوعية ؟
إذن زوجتي التي لا تملك أسلوب الاستدراج التي تمتلكه هذه
المرأة، وأسلوب الغواية، هي حبيبتي هي ملاكي ، أم عيالي، هي التي تربي بناتي و
أولادي.
فالرجل لا ينفعه امرأة لعوب، لأن لها اهتمامات هي معها
لا تصلح أن تكون زوجة.
أما زوجتي فيرضيها القليل وليس لها أي طلبات، ويكفيها
جداً أنني أرضى عناها، وأن أقول لها كلمة طيبة.
أما الأولى: فهي تريد أن تمتطيني و تسخَّرني وتوجهني و تخدعني
وتغشني وتفعل ما بدا لها معي ومع غيري
فلم ألقي بنفسي في التهلكة؟
إن الذي يدفع الإنسان للخطأ و للزواج مرة أخرى هذه
النوعية من النساء، ولو أدرك الإنسان الحقيقة لوضع هذه المرأة في أسفل سافلين،
ولوضع زوجته في أعلى عليين.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا
وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير
الجزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من
يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك *** اللهم آمين