الاثنين، 13 أكتوبر 2014

070 – طريق العلم وطريق التربية

  بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
070 – طريق العلم وطريق التربية*
 قلت لأستاذي يوما وقد وجدتني مر بي الزمان دون أن أُحصِل شيئاً من العلم: إني أراني أنا وزملائي مجرد مجموعة أصفار لا نمتلك من العلم شيئاً فما رأيك في ذلك؟
فقال الأستاذ: إن البعض لم يشعر بتلك النقله، وهذا التقدم الذي وهبه الله إياه، فإن الله هو الذي يعالج وهو الذي يُنمي وهو الذي يربي، لا أحد يستطيع أن ينسب ذلك لنفسه، وسأوضح لكم الحقيقة لكي يعرفها الجميع ويستريح، ما الذي أقوم به كمربي معكم، هل أقوم بالتدريس لكم لكي تصبحوا علماء؟
هناك منهاجين للتربيه!
منهاج يجمع الدارسين ويقوم بتحفيظهم قرآن وأحكام وفقه ويعتبر هذا نهج تربوي ـ يحضرني كلمة أحد المشايخ وهو ما زال طالبا في جامعة الأزهر وبعد دراسة طويلة في الأزهر بمراحله المختلفة ( إبتدائي، وإعدادي، وثانوي، وجامعة ) قال لي:إن أول معرفتي بالدين هو يوم أن ألتقيت بك ـ هذا يعني أن الدراسة النظرية العلمية التي قام بدراستها في هذه السنين الطويلة لم تقدم له شيئا.
إن الأسلوب الذي أتبعه معكم هو أسلوب إنسان هداه الله لذلك الطريق الذي يوصل إلى الجنة، وأقوم بتعليم الآخرين الذين أختارهم الله ليتعلموا عن طريقي كيف يدخلون إلى هذا الطريق الذي يؤدي إلى الجنة، ولم يخطر لي ببال أن أقوم بتكوين مجموعة من العلماء، ولكني أريد دائما أن أساهم في بناء شخص ( يسعد، ويرتاح قلبه، ويتهنى ) ويكون بسلوكه، بسعادته، وبحياته، وبإنشراح صدرة وسيلة إلى دعوة الناس، ولاسيما إنني أرى أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام الذي رضي الله عنهم ورضوا عنه، كانوا كذلك في حياتهم الواقعية، كانوا يعيشون دينهم، و من خلال حياتهم نشروا هذا الدين، وحينما جاء الأئمة و حفظوا التراث ودونوه و سجلوه وبدأ الناس يتدارسون هذا التراث وتحولوا به إلى علماء، ومن هنا أعتقد الناس أن هذا
التراث هو الذي يجعل الناس مسلمين، وهذا فهم خاطئ تماما.
لأن السنة أن يكونوا الناس مسلمين أولا ثم بعد ذلك من أراد أن يكون عالما فالطريق إلى ذلك هو حفظ العلم وحفظ هذا التراث، ومن الممكن أن يكون الإنسان مؤمن كامل الإيمان وهو ليس بعالم، فليس كل المسلمين علماء، فالبعض فقط يسر الله لهم أن يكونوا أوعية لهذا العلم.
وهنا السؤال هل أنا أعطي هذا العلم مجرد من الأساس؟
هل أستطيع أملك شجرة ضخمة ودون أن يكون لها جذور ضاربة في الأرض ودون أرض صالحة لرعاية هذه الشجرة وخدمتها؟ إذن الأصل هو الإيمان.
ومن أراد أن يكون عالما فهذا أمر ميسر جدا وبسيط بالإضافة إلى ما تعلمه في هذه المدرسة يستطيع أن يفتح الكمبيوتر أو يفتح أي كتاب ليحصل على العلم، أما أن أقوم أنا بتحفيظك فقه الصلاة أو فقه الزكاة أو فقه الحج أو فقه الصوم، هذه الأمور يستطيع أن يحصل عليها من الكتاب بكل يسر، أما ما يعلمه لك الله عن طريقي فلن تجده في كتاب، فالله علمك هنا، وفتح قلبك إلى معاني الآخرة.
وإني لأتعجب من بعض الحركات الإسلامية وما يقدمونه للمريدين، لا يقدمون إلا دروس، هذا يعطي درس فقه، وهذا يعطي درس في علم الحديث وهكذا، وهذا ليس طريقي، وليس أسلوبي في الدعوة فإن أسلوبي في الدعوة هو الأسلوب الحركي الذي تعهدتكم به منذ البداية و من سنين طويلة وقد تغيرت شخصياتكم من خلاله.
ولو نظرت إلى نفسك الآن وقارنتها بنفسك التي كانت منذ زمن سوف تجد شخصية جديدة تماما غير التي كنت عليها، وهذا دوري في الحياة، وأشعر أن الله قد خصني بهذا الأمر، وهو كيف أقوّم اعوجاج النفس الإنسانية التي وضعها الله في طريقي، وأمضيت عمري في تقويم هذه النفس الإنسانية.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15

أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير ال جزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك   *** اللهم آمين

هناك تعليق واحد:

  1. رحم الله أستاذنا وجمعنا معه فى الجنة
    إيهاب بحيرى

    ردحذف