السبت، 23 يوليو 2011

نبلاء في ميدان التحرير وليسوا عملاء


عندما قام العسكر في مصر بانقلاب 1952 واستولوا على السلطة في البلاد وتمكنوا منها تماما وأحكموا قبضتهم عليها ودانت لهم رقاب العباد التي دانت يوما للباشاوات المدنيين فأصبحت تدين اليوم للباشاوات العسكريين بل زاد سلطانهم ونفوذهم وعلوهم في الأرض حتى أمسوا سوبر باشاوات. وقد أخذت هذه الأمتيازات للعسكر في النمو و التزايد حتى بلغت أرجائها في عهد البائس الشقي المخلوع والذي خلعته طاقة مختزنه هائلة تراكمت في قلب شعب صبور حتى أخرج بعضا من نفثاتها في يوم عظيم مشهود أحنت له الدنيا رأسها إعجابا و تقديرا.. وجد العسكر أنفسهم مضطرين لتأييد ثورة تتناقض مع مصالحهم ظنا منهم أن يساعد الوقت في تفكك الثورة و تعود الأمور إلى سابق عهدها ولقد اضطر العسكر إلى القبض على صفوت الشريف اضطرار مع علمهم المسبق انه هو الذي يدبر المكائد التي تكبد الثورة بعد أن تبين لهم أن عصب الثورة في ميدان التحرير ما زال مشدودا وقائما ويهدد بالمزيد.

لقد أوقعت الثورة العسكر في مأزق شديد فالثورة تطالب برئيس مدني منتخب يتولى شئون البلاد.. والعسكر مع امتيازا تهم الهائلة التي يرفلون فيها بلا سائل ولا محاسب لا يريدون أن يكون الرئيس الأعلى لهم مدنيا خارجا عن إطار امتيازا تهم لذا نحوا جانبا أهم شيء وهو انتخاب الرئيس وأعدوا قانونا انتخابيا ترفضه جميع القوى السياسية تمهيدا لانتخابات تشريعية يستطيع المرزولين المقبوحين من النظام المخلوع التسلل إليه غير عابئين بإرادة قوى الشعب السياسية وأملا في تبديد الثورة وتفريغها من مضمونها. ثم بعد ذلك يأتون بدستور يجعل رئيس البلاد إن كان مدنيا لا صلاحيات كثيرة له مثل الطرطور لا سلطان له على مجلس العسكر إننا في وضع عجيب شباب ثائر نبيل لا مطلب له إلا الحرية والشرف والكرامة لم تستطيع حرارة ولهيب ميدان التحرير أن تصهر يافوخهم وتثنيهم عن عزمهم وهم الواقفون بالمرصاد لنوايا العسكر و مصالحهم الخاصة.. وإني أتساءل أين المثقفون و المفكرون و المتفلسفون والسياسيون.. أين أنتم من هؤلاء الشباب الأحرار الأطهار الذين بدأ اتهامهم بالخيانة والعمالة والتمويل الخارجي هل أصبح كل هؤلاء في مصر يبحثون عن مصالحهم فقط ولا يعبأون بالشرف والنبل والكرامة.. وهل يرى عصام شرف أن تكون لمصر رأسان أحدهما لا يسال عما يفعل وأخر يدير شؤون البلاد.. وهل يرى أن المحكمة تدعوا إلى منع الصدام بالعسكر.. وهل يستطيع أي حكيم أن يعدنا أن طاقة شعب مصر التي لم تعد تحتمل المزيد لن تنطلق بصدور عارية تقدم الملايين من حياة أبنائها طلبا للعزة والشرف والكرامة..

هنيئا لكم يا معتصمي التحرير يا قمة مصر في عليائها يا من يعلوا النبل والشرف وجهكم.. ويا ليتني كنت شابا جزعا حتى أشرف بصحبتكم والاعتصام معكم

والحمد لله والنصر للشرفاء

حسنى محمد أبوعيد

hosnyaboeed@yahoo.com

23/7/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق