عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا
وأستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية
بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
061
-- بواعث الأعمال
اجعل دائما عيناك كالصقر ترى أدق التفاصيل، انظر لكل
أعمالك نظرة الناقد لها، ماذا يحركك؟ وما هو الباعث من وراء هذا العمل؟
إذا وعظت امرأة انظر ما الباعث من وراء وعظها؟ إذا تحدثت
إلى إنسان ماذا دفعك لهذا الحديث؟
وإذا كنت بهذه القوة وهذه الجرأة وهذا الإدراك الحقيقي
للنفس الإنسانية، سوف تُكتب من الصادقين و يختم لك بخاتمة السعادة.
لأن الكاذب الذي يخدع نفسه وغاش لنفسه ومتظاهر بالورع
والتقوى وما به من ورع ولا تقوى من شيء، الله لا يتركه هكذا!! وسوف يختم له بسوء
العمل.
طول هذا العمر تهزئ بمن؟ تكذب على من؟ ومن هنا نفهم حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
".............. فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ
فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُ
الْجَنَّةَ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا
يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ "
وهل الله سبحانه وتعالى ظالم لكي يأتي على إنسان طول
عمره يعمل بعمل أهل الجنة ثم يأتي أخر العمر يضله الله! هل الله يفعل ذلك؟
نعم!!! يفعل ذلك بالكاذب، الكاذب الذي يظهر هذا الورع
الكاذب، ولا يستطيع أن يواجه حقيقة البواعث التي بداخلة ولا يستطيع أن يطهر نفسه،
ويتطهر من شهواته، التي بداخله، ولا يستطيع أن يلتقي بنفسه، وتجده على هيئة واحده
منذ أن خلقه الله، لم يتطور لم يتقي، لم ينهض بنفسه، لم يعلم نفسه، لم يستقيم، لم
يتغلب على شهواته التي بداخله وعلى الرغبة في المعصية، فالله يستدرجه ويمكر به.
فهو يظن أنه يستطيع أن يخدع الله، ويمثل على ملك الملوك،
فينتكث في آخر عمره، ويسبق عليه الكتاب ويعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار.
إنما الآخر الأصدق منه يسير في الأرض بلا رقيب ولا حسيب،
وفى لحظة من اللحظات تمر عليه يقول فيها بصدق أشهد لك يا رب بالوحدانية.
وعل الرغم من هذه المعاصي إلا أن قلبه كان مليء بالخير،
يبحث وينقب طول عمره على شيء حقيقي.
هذا الرجل تجده لا ظالم، ولا عدواني، ولا شرير، ولا قاسي
القلب، ولكنه كان لا يحافظ على الصلاة، يتصدق على الناس بنية العطف على الناس وليس
بنية الصدقة.
يرتكب بعض الشهوات، ولا يعف نفسه عناها، ولكن فيه ليونة
الإنسان الحلو الطبع الكريم النفس، ثم إنه كاره لكل أفعاله، يقول: لقد جربت لكل
ذلك، ويأتي عليه اليوم يأخذ القرار، سوف أكف عن هذا العبث، وفجأة يشرق في قلبه نور
الإيمان بحكم طبيعته اللينة الطيبة.
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15
أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا
وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير
الجزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من
يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك *** اللهم آمين