هذةالمدونه لعرض المقالات والأعمال الأدبية للأستاذ و هى محاوله شخصية تقديرا ً له و لأعماله ولنحيا معا حياة طيبة "في ظلال القرآن "
الأحد، 26 ديسمبر 2010
أحلام ليالى الشتاء
أحسست فجأة بألم بالغ فاعتمدت بطنى بكلتا يدى ، وصرخت من شدة الآلم
قبل أن أهوى إلى الأرض فى طريق شبه خالى من الماره.......أوقف رجل الشرطة سيارته وأقبل نحوى باهتمام شديد...لقد كان شابا رفيع المرتبه...جم الأدب ...إعتمدت على ذراعه وقادنى بسيارته إلى أقرب طبيب ..حيث شكرته من أعماق قلبى فودعنى راجيا لى الشفاء ثم إنصرف....ما أشد حبنا لهؤلاء الناس ...لقد كرسوا حياتهم لحمايتنا وخدمتنا ...إنهم يستمدون قوتهم وسلطانهم منا ...ولو كانوا يستمدونها من غيرنا لاستعلوا بها كما كان يفعل النبلاء فى عصر أوربا الوسيط وأصبحوا مثلهم سمده على مجتمع من العبيد.
لقد حكت لنا كتب التاريخ عجبا عن شرطه تستمد قوتها من سلطه أعلى من شعبها ...حكت لنا عن عيونهم وهى تشع شررا ...وقلوبهم وهى تفيض كبرا ..ومترعة نفوسهم بالحماقه والغرور ...وكنا نقرأ فى كتب التاريخ عن أياديهم الغليظة وهى تصافح وجوه الناس ...وعن أقدامهم وهى تدوس ولا ترحم ...وكان التاريخ يحكى لنا أن هؤلاء الناس بدعوى حماية القانون والنظام كانوا أسرع من يدوس على القانون والنظام ..وكأن القانون لم يشرع إلا للنيل من العبيد ...الحمد لله أننا لا نعيش هذه الأيام وإنما عرفناها فقط من كتب التاريخ القديم أيام حكم الأسر الفرعونيه الظالمه ..حيث كان الفرعون عاليا فتوهم نفسه إلها يعبده شعبه وليس ملكا يخدم مصالح شعبه .
إجتاحتنى هذه الخواطر حين حملنى هذا الشرطى الشاب برفق ورجوله وموده إلى عيادة الطبيب الذى نظر لى هو الأخر بمودة شديدة وترفق بى وهو يخبرنى بعد أن أعطانى مسكنا للألم أنى فى حاجة إلى جراحه....
فصرخت لا من الآلم هذه المره ولكن لأنى لا أملك هذه الآلاف التى يتقاضاها الأطباء للجراحات...ولقد ضحك الطبيب كثيرا عندما عرضت سبب صراخى وقال لى: يبدو أنك تكثر من قراءة التاريخ حتى كأنك تعيش فيه .... يا صديقى إن هذا الزمان قد ولى وقد تعلم الأطباء اليوم ألا يتقاضوا إلا ما يكفيهم ليعيشوا بين البشر مستورين فقد وجدوا أن الرضى قد حقق لهم من السلام مالم يحققه المال لأطباء الزمان القديم....وحين علمت أن الجراحة لن تكلفنى إلا القليل جدا حمدت الله...وساعتها سمعت النداء(حى على الفلاح) فاستأذنت للصلاة فقال الطبيب ونحن جميعا معك ...وجدت الجميع يلبون النداء وإذا بى أسير وسط أمواج من البشر تلبى ...وقفت بينهم فى الصلاة وقد إتسع المسجد للجميع....وجدت روحى تسبح فى عليين فى نشوة روحية غامرة ....حيث صحوت من نومى فزعا على وكزة شديدة فى خاصرتى ...وإذا وشرر الغضب يتطاير من عينيها تصرخ فى وجهى ألا تستطيع يا رجل أن تحتفظ بالغطاء على جسدك ليلة واحدة.
مددت يدى كتلميذ خائب والتقطت الغطاء الساقط على الأرض وإحتويت به زوجتى برفق فأشاحت عنى بعنف وولتنى ظهرها ..
كانت الوكزة فى خاصرتى ما زالت تؤلمنى إلا أننى إبتسمت إبتسامة ماكرة وأنا أضع رأسى مرة ثانية على الوسادة فليل الشتاء طويل وقد يسقط الغطاء مرة ثانية فتعاودنى الأحلام من جديد
حسنى محمد أبوعيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق