هذةالمدونه لعرض المقالات والأعمال الأدبية للأستاذ و هى محاوله شخصية تقديرا ً له و لأعماله ولنحيا معا حياة طيبة "في ظلال القرآن "
الاثنين، 27 ديسمبر 2010
الشيطان ذلك المستنير
أجمل مافى حياتى هو النفاق ...به حصلت على كل النعيم الذى أرفل فيه ..حتى أعلى الدرجات العلمية التى حصلت عليها لم تكن تتاح لى إلا بهذا السلاح الرائع ...ولقد فشل كثيرون ممن إعتمدوا على قواهم العلمية وحدها فى الحصول على ما حصلت عليه بسبب فقدانهم لهذا التكيف الساحر الذى يحل كل الطلسمات والآحاجى والألغاز ...ولقد تعلمت هذا الفن الجميل من أبي رحمه الله ...فقد كان أستاذا لايعجز عن تقبيل يد أى كائن حى يرجو منه شيئا ما .. لقد كان لسانه رطبا ناعما مع هؤلاء ..وكان حديثه معهم ينساب سهلا لينا ...فى الوقت الذى يتحول فيه إلى أخرس كامل الخرس مع غيرهم .. ولقد ورثت عنه هذه الموهبه الرائعه ...إنها صفه تورث مع خلايا الدم ولا تستطيع إتقان فنونها بمجرد الاكتساب.
وقد يختلف معى كثيرون فى ذلك ..ولكنى على يقين أن النفاق فى عائلتى سجيه تتوارثها الآجيال ...وإنى أرى كثيرين حولى يتكلفون النفاق ..ولكنه لا يؤدى الى الثمره التى يؤديها النفاق الأصيل..
ولا أستطيع أن أدعى أنى أخجل من النفاق ...بل على العكس من ذلك تماما ...إنى أعتبره موهبه ..ولا يخجل الانسان من مواهبه وعطاياه التى ولد بها ..فكما لايخجل العبقرى من عبقريته , والشجاع من شجاعته, فأنا لاأخجل من مقدرتى الفذه على النفاق ...
وقد يعتقد البعض أنى أكون فى مركز الضعف مع من أنافقه ...والحقيقه عكس ذلك تماما ...فكيف يكون ضعيفا من يستغفل الآخرين , ويجعلهم ألعوبه بين يديه يحركهم كيف يشاء ؟ ..لقد رضوا للآنفسهم هذا الموقف المتدنى ..ولو أنصفت لكان المنافقون(بفتح الفاء) هم أولى بالاحساس بالمهانه منى ..فليس أسوأ ولا أشد مهانه من وضع المغفل.
وقد يقول قائل إن هذا عمل غير أخلاقى ...وفى الحقيقه أنا أعتبر الأخلاق خديعه كبرى وضعها الضعفاء ليستطيعوا الحياه بجانب الأقوياء...وإلا فلترينى قويا واحدا عنده أخلاق .. وإن وجدته فاعلم إنه حاله شاذه لا يقاس عليها ولا تفيد العموم .. وهنا قد ينبرى من يقول إن الاخلاق جزء من الشرائع ، ورغم إيمانى بالله وبأنه خالق هذا الكون الهائل ، وخالقنا فيه ، إلا إننى على يقين أنه حين خلقنا تركنا له وتركه لنا ولا يعنيه من أمرنا وأمره شىء على الاطلاق .. وذو الجلال لا يشغل نفسه بماذا نفعل وماذا نترك .. فهو لا ينشغل الا بذاته العليه ، كما قال المعلم الاول .. لماذا يخلق الله عالما فاسدا ثم يرسل الرسل لإصلاحه؟ لو أراد الله له الصلاح لخلقه كذلك من الوهله الاولى .. ولكنه خلقه هكذا ، وأنا أعيش فيه كما خلقه الله ، فليطل أصحاب اللحى لحاهم ، وليعبدوا اله لا يعبأ بهم ولا يذكرهم ، وليشغلوا أنفسهم – بسبب شقائهم وحرمانهم- بالفردوس الموعود فلن أشغل نفسى إلا بهذه الحياه ، نموت فيها ونحيا وما يهلكنا إلا حوادث الدهر وكر الايام .
والعجيب أنهم يستغلون الدعوة إلى الفردوس الموعود وسيله للسلطه والحكم.
أما أنا فإنى أستغل مواهبى فى النفاق فى الإستمتاع بثمرات سلطه يملكها غيرى .. وحيث أن غايتنا شبه واحده فلا مجال إذا للمهاترة والإدعاء ..
ورغم أن لى زملاء فى هذا الفن الرفيع ، إلا أننا رغم كثرتنا لا نستطيع العمل فرادا ، فنحن جوقه واحدة ونسيج متكامل ، يلتف جيدا حول مصدر النعيم ومبعث النور والامل والالهام ... فهل يحاول عاقل مهما أوتى من قوة أن يفكر فى تدمير هذا الكيان المتراص المتكامل ؟ إنه كيان يدافع عن نفسه بطريقه تلقائيه وبدون أى إستدعاء .. إن له طبيعه حيويه فائقه كالجسد الحى .. يسهر إذا مرض أحد أعضائه .. إلا أننا قد نضطر أحيانا للبتر لضمان سلامه باقى الاعضاء .
فلا تلومونى أيها التعساء ولوموا أنفسكم .. والسلام والسعادة والرضا على جمعنا القوى الشرير .
حسنى محمد ابو عيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق