الثلاثاء، 4 يناير 2011

الرقص مع الشيطان *** إنه لا ينشد الحال وإنما يطمع فى المآل




تاه قومى وتشردوا .. واستقرت يهود قرون فى أرض الميعاد .. الأرض المباركة .. موفورة السمن والعسل .. قبضوا على ترابها .. بأيد صارمة قاسية , ألهم قلوبها اللؤم والمكر ذل قرون وأجيال .. وكان الجهاد بأجسام سمينة مترهلة وألسنة حداد .. وكنت كل مساء أحصى ثمرة الجهاد بالفلس والدينار .. حين فقدت السمن والعسل فى الأرض المباركه نشدت غيرهما من فوهات الآبار..
عشنا فى رغد العيش فطمعنا فى العسل المصفى وشهد دجله والفرات .. وحين آل المآل بالخسران وجدت نفسى وجها لوجه أمام مأدبة اللئام .. فلم يبق سواها .. وكان حتما لزاما أن أتوجه بالدعاء إلى السيد الشيطان فهو وحده حاكم هذا الزمان .. مددت يدى أصافح القرود وأمنيهم حلو الأمانى وأحييهم تحية جندى مطيع وأطلب الصفح والغفران .. قليلا من السمن والعسل أغذو بهما شعبى الجائع أيها القرود الأحباب .. ويد القرود لا تنز بخير فأتمادى فى مزيد من الطاعة والانسجام .. وتأبى الآلهه إلا تقديم النذور والقربان .. قلت للشيخ الكسيح , دعك من رب جعلك رهين الكرسى ذى العجلات وتعال ننشد الرحمه ممن يملكون فى عالمنا الرحمات .. قال إنه لا ينشد الحال وإنما يطمع فى المآل .. وأمامى أفواه جائعه تريد أن تأكل وأنصار يفتقدون رغدا عاشوه ردحا من الزمان .. ويأبى الخنازير إلا تقديم القربان زلفى إلى الشيطان .. وذوا المآل لايرى أنه ليس لى وسيلة سوى الإستسلام لحقائق الزمان .. وها أنا ذا فى سبيل السمن والعسل أفتح ذراعى باسما للرقص مع الشيطان .

حسنى محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق