السبت، 8 يناير 2011

فؤاد العاس *** ليس لهم عندي إلا السحل والتعذيب والهوان






أنفق أبي الكثير ليلحقني بكلية العِساس ....... وما كان المال وحده ليفي بالغرض دون وساطة مسئول ذو شأن كبير .... تجرعت هناك
كل أصناف الهوان .......... هنا نتعلم كيف تنسى المشاعر و الذوق والأدب .. ليس هنا سوى فن الغلظة و الجلافه ... ولقد شربت من هذه الفنون حتى الثمالة .......... وأصبح كياني مترع بها ، فلا أجد السعادة إلا في القسوة التي وإن بدت غشوما دائما ، إلا أنني أحياننا ألفها بالحرير لأستمتع بمزيد من العلو والسيادة والعظمة لقد جعلت قطب الظلال يكتوي بلذع الهاجرة ............. لقد أغاظني بتشامخه وثباته. فأسقيته ألوان العذاب والنكال حتى يذل ويتصاغر إنهم مخادعون ..... يدعون الطمأنينة والسلام ... كأنما يريدون أن نصدق أنهم يستمدون من مصدر علوي من عالم الغيب ويظهرون لنا عزة بدون رتب ومناصب وكأن أسماءنا التي تسميناهــا ودفعنا فيها سنين عمرنا وجاهدنا في سبيل تحقيقها ، كأنها لا قيمة لها أمام غرورهم وسلطانهم المزعوم ..
ليس لهم عندي إلا السحل والتعذيب والهوان ...... وحتى لو طلبوا الرحمة فلن أرحمهم .. وكيف أسعد إذا رحمتهم ؟
وكيف يطمئن بي المقام بدون فزع وخوف حولي ؟
أنا السيد الآمر .. فأين الخدم والعبيد ؟
الكل مجموع في واحد وأنا ذلك الواحد .. وسوف أستمتع بسلطاني كل الاستمتاع .. وليس أمامي سوى هذه الحياة وليس بعدها إلا الفناء .


حسنى محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق