الجمعة، 22 مارس 2013

051 -- إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ


  بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته ، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
051 --  إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ
سألت شيخي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أشتكى قومه إلى الله أنهم قد هجروا كتاب الله فقال:
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
فهل هذا لقومة خاصة أم للناس عامة ؟
فأجاب أستاذي قائلا: حينما يذكر الله آية من آياته في كتابه فهي لا تخص زمان ولا مكان دون آخر ، فهي إلى قيام الساعة لكل مكان وزمان.
وهل تعتقد أنه كونك تستمع إلى هذا القرآن يتلى في إذاعة إسرائيل ،و إذاعة لندن فهل بذلك اصبح القرآن غير مهجور؟. كلا!!! هو مهجور!!!
ذلك لأن الناس إعتادت سماع القرآن دون أن يحرك منهم ساكن، فهجر القرآن هو هجر العمل بمقتضاه.
فحينما تعمل بمقتضى ما في كتاب الله، و تحولت آياته إلى حياة حقيقية تحيا بها بين الناس ، فأنت بذلك لم تهجر القرآن ، ولكن للأسف نحن في زمن الهجر!!!
ولذلك أقول دائما لمن يحيا هذا القرآن حقيقة وتربى وفق آياته: أنه من جماعة القرآن وكأنما ابتعثكم الله ــ يا جماعة القرآن ــ لإحياء هذا الكتاب في قلوب الخلق.
ولابد أن تشعروا أنكم أهل التكليف، و كأنما كُلفتم بهذا العمل، و لاحظوا مدى غلاوة هذا التكليف، وكيف أنكم مميزون على كل الدعاة الموجودين على ظهر هذه الأرض، لأنكم تحيون هذا الكتاب في قلوب الخلق.
ولو كنت تريد أن تعرف مكانك عند الله، أنظر فيما استعملك الله فيه، لقد استعملك في إحياء هذا الكتاب في فترة من فترات التاريخ الإسلامي الناس غفلت فيها عن معاني هذا الكتاب.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
18/5/2012




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق