الخميس، 28 مارس 2013

053 -- إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ


  بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته ، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
053 --  إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
يا ترى إيه المقصود بقول النبي مهجورا ؟ يا ترى هم لا يقرؤونه وغير حريصين على تلاوته ؟
أم هم غير حريصين على القيام به ليلا ؟
إن مهجورا تعني أنهم معادين لكتاب الله، ولصاحب الرسالة، وكارهين لما في هذا الكتاب ومصرين على ألا يصبغوا حياتهم بتعاليم هذا الكتاب. هذا هو هجران القرآن.
ومن الممكن للمسلم أن يهجر القرآن فلا يقيم آياته في قلبه، ولا في نفسه، ولا في حياته، بل كره من يقيمه في حياته ويحاربه!
ألست ترى أشخاص يتسمون بأسماء المسلمين، ويحاربون من يقيم تعاليم هذا الكتاب في حياتهم.
هم لا يحاربون من يحفظ القرآن، بل من الممكن أن يمنحوه الجوائز، ويغدقوا عليه بالعطاء، ولكن حينما تقيم هذا الكتاب في حياتك، تجعله يصبغ حياتك صبغة قرآنية تجدهم أعلنوا الحرب عليك.
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) }
هل هم يعادون النبي لشخص النبي؟ كلا!!!
إنهم يعادون النبي لما يدعوا إليه بل إنهم عرضوا عليه الكثير والكثير لكي يترك هذا الأمر فقالوا: إن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا.المهم أن تترك ما تقول وتدعو إليه.
فالعداء هو عداء للرسالة، والقرآن، والعداء من بعده لأي شخص يحمل هذه الرسالة، ويدعو لها، ولذلك وجد لكل نبي، ولكل من آمن بدعوة النبي عدو من المجرمين.
وهنا السؤال هل وجود هؤلاء المجرمين يردع المؤمنين أو يخيفهم أو يجعلهم يخافون منهم.
أنت تقف إلى جانب الهادي النصير { وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا }
هاديا لك إلى الحق، وإلى فهم هذا الكتاب، ونصيرا ينصرك في كل حياتك.
تشعر بالنصر حتى وأنت مضطهد، حتى وأنت معذب على يد جبابرة الدنيا، حتى وأنت مُحارب، تشعر بنصر الله، تشعر شعور حقيقي من داخلك أنك منصور، وجميع من يخالف شرع الله مهزوم، كل هؤلاء
 الجبابرة الذين يحاربونك ويؤذونك، ضعفاء!!!
نعم ضعفاء أمام قدرة الله، الله موضح الأمور في قلبك، ورؤيته واضحة أمام عينك, تشعر أنه معك الله الذي يقول للشيء كن فيكون، معك العظيم، صاحب الملك العظيم، صاحب قوة بلا حدود، مم تخشى إذا؟, وفيمن تفكر؟، وأنت معك الله، حتي ولو كنت ميت أو قتيل أو مجندل في دمائك معك الله، { ياسعدك } ستقول حينها:
{  يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)}
{ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا }

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15
badeaezaman@yahoo.com
أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير الجزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك   *** اللهم آمين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق