الاثنين، 29 سبتمبر 2014

062 -- وهل الحب إلا في الله

  بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا  وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
062 -- وهل الحب إلا في الله
نسأل الله الهداية، والسداد، والتوفيق، فنحن نشهد لله بالوحدانية.
وهل تعارفنا إلا في الله؟
هل أعرف أحدكم إلا في الله؟
هل هناك مصلحة تجمع بيننا؟
ما عرفتكم إلا في الله، وما جمعنا إلا القرآن، وشتان بين كلام الله وكلام البشر.
قال تعالى:
{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4) }
هذا هو كلام الله يختلف تماما عن كلام البشر فهو كلام الواحد الأحد، فيه بركة الله سبحانه وتعالى
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفرله
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15
أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير الجزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك   *** اللهم آمين


الأحد، 28 سبتمبر 2014

حارس المستنقع

 

حارس المستنقع


                          

أتاح لي غبائي الشديد السيطرة علي الموقف تماما.. ولست أعني بالغباء العته أو البلاهة.. فالحقيقة أنى أبعد ما يكون عنهم ولكني أقصد بالغباء ذلك النوع من التفكير الذي لا يجعلك ترى إلا ما هو محسوس وملموس.. أي تلك النفس التي تخلوا تماما من الشاعرية ومتطلباتها من الخيال الواسع والقدرة على سبر الأغوار إن الإنسان ذو النفس الشاعرة الرقيقة أراه دائما معذبا باستمرار فهو يستطيع بخياله أن يحس آلام الآخرين وانفعالاتهم وبذلك يضيع جهده ووقته في معانات التفاعل مع هذه المشاعر المضطربة وقد منحني الله القدرة على أن أرى البشر أمامي أجساما فقط وحين يتكلمون لا أفهم لكلامهم أي معنى على الإطلاق .  لقد استطعت بواقعية شديدة أن أجعلهم جميعا يتحولون إلى مجرد أجسام طيعة.. إن هناك أذكياء كثيرين يبتغون العبقرية والشرف العالي الرفيع ويظنون ذلك ممكنا في هذه البلاد المتخلفة.. أن هذا الذكاء الخارق منهم يحظى دائما معي بالهزيمة والهوان.. إنهم يحلقون عاليا في حين أهبط أنا دائما إلى وحل الواقع وأمتطيه.. لقد تحولت الحياة بفضل غبائي إلى مستنقع كبير لا منافس لي فيه على زعامته فمعي ترتع كل أصناف الديدان والحشرات الغبية وأنا معهم أحس بوجودهم الحقيقي ولا أتخيلهم كما يفعل الأذكياء فرشات جميله تهفو مع النسيم والحقول إن الذكاء نقمه أما الغباء فهو نعمه أسئل الله أن يدمها علي
بقلم الشيخ / حسني أبوعيد
                                                                 رحمه الله

030 -- الحياة في ظلال القرآن للشيخ حسني أبوعيد *** سورة البقرة من الآية { 191 - 196}

030 -- الحياة في ظلال القرآن للشيخ حسني أبوعيد *** سورة البقرة من الآية { 191 - 196}

029 -- الحياة في ظلال القرآن للشيخ حسني أبوعيد *** سورة البقرة من الآية { 187 - 190}

029 -- الحياة في ظلال القرآن للشيخ حسني أبوعيد *** سورة البقرة من الآية { 187 - 190}

السبت، 27 سبتمبر 2014

028 -- الحياة في ظلال القرآن للشيخ حسني أبوعيد *** سورة البقرة من الآية { 182 - 186}

028 -- الحياة في ظلال القرآن للشيخ حسني أبوعيد *** سورة البقرة من الآية { 182 - 186}

المتـــــهم


المتـــــهم


احتدم وكيل النيابة وهو يوجه لى قرار الإتهام وحين فرغ سألنى القاضى: مذنب أم غير مذنب ؟ فنظرت إليه بذهول شديد وقلت : غير مذنب ......... وكلت المحكمة محاميا للدفاع عنى ورفضت طلبى بالدفاع عن نفسى. أتهمتنى النيابة أنى أسير الهوينا على شاطىء البحر وذكرت أن شهودا كثيرين رأونى وأنا أستنشق الهواء وأملأ منه صدرى ورئتى ......... ورأى أخرون أنى كثيرا ما أتأمل النجوم فى السماء وأننى أنظر دائما إلى الأفق البعيد ........ ورآنى آخرون وانا أنظر بشغف إلى الأشجار والأطيار وأنى أقضى الساعات مع الأزهار .......
وأذن القاضى للمحامى بالدفاع ........ أنكر المحامى كل التهم الموجهه ضدى وأقسم بأغلظ الأيمان أننى لا أسير مطلقا على شاطىء البحر وغاية أمرى إذا أشتقت لرؤية الماء أن أسير إلى جدار  بركة أو مستنقع ....... وأن حبى لهواء البرك والمستنقعات ملك على شغاف قلبى .......... أما عن كونى أتأمل نجوم السماء فقد حاول المحامى أن يثير عطف المحكمة فقال أنظروا لهذا المسكين كيف يستطيع أن يرى نجوم السماء وهو يمشى منكس الرأس بل أكد لهم أننى لا أستطيع أن أرى النجوم فى السماء لأن نظرى واهن ضعيف .
ثم أردف : كيف يستطيع أن ينظر إلى الأفق البعيد من لا يستطيع أن يرى أبعد من تحت قدمه ؟ أما عن شغفى بالأشجار فلم ينكر المحامى هذا . وإنما تأول هذا الشغف بحبى للأشجار كمصدر للطاقة ولصناعة الموبيليا, وقال: أن موكلى ما نظر مرة إلى شجرة خضراء إلا وتمنى من صميم قلبه أن يراها مقطوعة ممزقة الأوصال........ اما بالنسبة للطيور فقد احتدم المحامى وهو يشرح للمحكمة أن شغفى بالطيور يرجع إلى حرمانى الشديد من أكل اللحوم وأننى ما نظرت إلى طائر إلى وتمنيت أن يكون مشويا أمامى أو محمرا .
وأضاف المحامى : أما ما يقال عن الساعات الطويلة التى يقضها مع الأزهار فذلك سبب لا يرجع بالمرة إلى جمال الأزهار أو لطيب رائحتها بل أن ذلك الأهتمام الشديد يرجع إلى أسباب علاجية فالأزهار كما تعلمون حضراتكم مصدر للأدوية ........ وأكد المحامى أنى لا أطيق منظر زهره قائمة على ساقها ....... وأنى لا أحب فى الورد سوى الأشواك وحكى أن ثورا دخل مرة إحدى الحدائق وأخذ يدهس أزهارها الغضة ويحطم فيها كل تنسيق وجمال وذكر أنى شاهدت هذا الحادث وكنت سعيدا وجذلا بما فعله الثور ..
وأكد المحامى للمحكمة أنى من فرط سعادتى كنت أريد مصادقة هذا الثور لولا أنه نطحنى بقرنة فالثور كما تعلمون حضراتكم تصعب جدا مصادقته والإطمئنان التام إليه .. وأراد المحامى أن يسترسل فى وصف الثيران ويعدد أنواعها وأوصافها إلا أن القاضى زجرة لخروجه عن الموضوع . فإعتذر بأن الحماس أخذه لشدة حيوية الموضوع بالنسبة له وقال : من هنا ياسيادة القاضى تجد أن موكلى إنسان طبيعى جدا .... ينتمى إلى مجتمعه ويحبه تمام الحب .. وهو فرد عادى كأى فرد .. ولا يخطر فى قلبة مجرد خاطر غير مألوف وغير طبيعى .. وطالب لى بالبراءة مع أخذ التعهدات الكافية ألا أشاهد إلى جدار نهر أو جدول . أو ينشرح صدرى للنسيم و أن أغض طرفى عن الأشجار والأطيار وألا أرفع رأسى إلى نجم فى السماء , وأكد للقاضى أننى كذلك فعلا وهكذا مضت بى الحياة فيما مضى من السنين .
عقب وكيل النيابة على مرافعة الدفاع بإنفعال شديد وإتهم الدفاع بطمس معالم الحقيقة وأنه لم يقدم دليلا ماديا واحدا يثبت براءة المتهم مما هو منسوب إليه .. وأضاف أن هذا المتهم ينتمى إلى عالم آخر غير العالم الذى نعيش فيه وأن ولاءه لهذا العالم الآخر وليس لعالمنا وحق على المحكمة أن تدينه بتهمة الخيانة العظمى وطالب لى بعقوبة الإعدام شنقا حتى الموت . وفى صمت كامل انتظرت صدور الحكم .


                                                                      بقلم الشيخ /حسنى محمد أبوعيد

                                                                                                  رحمه الله

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

مدام سوزي


مدام سوزي
لم تكن مدام سوزي زوجة الجراح العظيم دكتور حسام بقادرة على إدخال السعادة على قلبه بحال.... ولعله هو الأخر لم يكن من ذلك النوع القادر على صنع البهجة في حياة النساء، لذا كانت حياتهما معا راكدة كمستنقع.. و لم تكن عنايتها الشديدة بملابسها وماكياجها واهتمامها الشديد بمظهرها، لم يكن كل ذلك بقادر على إحداث تغيير في صميم الحياة... و قد استقر بها الأمر أن ترضى بالأسباب كغاية، فصرفت كل همها على الأبهة والمظاهر..... إلا أن ذلك الشيء الغامض بداخل النفس البشرية لابد له من أن يتنفس و إلا استحال إلى مرض معضل. لذا رغم المظاهر و الأبهة وكل شيء إلا أن مدام سوزي بدأت تشكو من ضيق شديد وملل ونوبات قاسيه من الصداع النصفي المؤلم.
ولما كانت مشاكل الدكتور حسام كمدير لمستشفى ضخم تكفيه شر مجالسة امرأة لا عطر لها، فلم تجد سوى معارفها تستجديهم الصحبة.. إلا أنها فشلت كما هو عهدها دائما في عقد صداقات وعلاقات حميمة، فانحصرت كل علاقاتها مع زوجات الأطباء والعاملين مع زوجها بالمستشفى . ولم يكن سوى هؤلاء لديهم الرغبة في أي صداقه مع مدام سوزي. ولقد جعلها اهتمامهم بها توحي لنفسها أنها شخصيه محبوبة ومرغوبة.... وحينما كانت تلقى في وجوههم بعظاتها ونصائحها – بطريقتها المترفعة- كانوا يستمعون إليها وكأنهم في حاجة ماسه لكل ما تقول.
وقد أحس الدكتور حسام براحه شديدة لانشغال زوجته عنه، وعندما وجد أن الأعراض المرضية التي تنتابها بدأت تخف حدتها طلب من زوجه المدير الإداري بالمستشفى وهى امرأة بارعة، أن توحي لها بممارسه العمل الاجتماعي ومعها هذه الجوقة الهائلة من نساء العاملين بالمستشفى.
وقد انطلقت مدام سوزي وبرعاية المرأة البارعة في مجالات العمل الاجتماعي.... وكان مجرد ذكر اسم زوجها ونفوذه كفيلا بفتح مغاليق الأمور العصية. وطار صيت مدام سوزي في الأفاق كمصلحه اجتماعيه كبرى ، وتجاذبتها الأندية الخاصة التي تختار أعضاءها بعناية ، وحين وجدت أن الأمور أصبحت متاحة لم تتوانى عن الدخول في ميدان الخطابة ، حيث كانت، المرأة البارعة تعد لها اللازم في كل مناسبة ، وكان من يقدر لهم الله الوقوع في مصيبة الاستماع لها يشعرون بمزيج من الغيظ الشديد والرثاء... وانهالت عليها الجوائز محليا وعالميا وغمرها التكريم من كل حدب و صوب. أما الدكتور حسام فكان يجلس في أوقات راحته مادا ساقيه بارتياح شديد واضعا سيجارا فخما في فمه مرددا بينه وبين نفسه وهو يبتسم إن الله قد حبى المدير الإداري حقا بزوجه بارعة.
                                                بلقم الأستاذ /حسنى محمد أبو عيد

                                                                        رحمه الله

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

بالروح بالدم

بالروح بالدم

عندما فشلت في الحصول على رضا السيد وكيل الوزارة..اجتاحني الهم من جميع أقطاري وملأ الحزن قلبي وأحسست بالمذلة والهوان والضياع..وحين استيقنت أن إحساسي بالمسؤولية إزاء مصالح الناس واهتمامي بهم لا يقدم لي شيئا على الإطلاق قررت أن أوجه اهتمامي لا إلى أسفل كما هو عهدي دائما ولكن إلى أعلى حيث الشرف والحظوة.وأخذت قراري وأقدمت بلا تردد ووضعت خطة محكمة ..كان مفادها أن استأجر عشرة أفراد من البلطجية الذين يجيدون الهتافات ورفع الشعارات واضعهم في طريق السيد الوكيل وهو قادم إلى المصلحة صباحا واقف بينهم نردد الهتاف والمديح لسيادته..ولقد حرصت على تلقينهم هتافات خاصة كنت أرى أنها جيدة المفعول مثل :بالروح بالدم ..وكلنا فداك.. وسر و نحن ورائك.. ثم أنى طلبت منهم أن يكون التصفيق للسيد الوكيل أساسيا وحارا جدا. ولا تسل عن العاصفة التي أحدثناها في وجه الرجل وهو قادم إلى المصلحة..إلا أنة لم يستطع -لسوء الحظ-أن يفهم أن المظاهرة في صالحة، بل تصور ولعل ذلك يرجع إلى شدة الضوضاء التي أحدثها البلطجية أنها مظاهرة أو مؤامرة ضده أو محاولة لاغتياله، فأطلق ساقيه للريح.. ولقد ظل الرجل يجرى ونحن نجرى ورائه في محاولة مستميتة لإقناعه إنما نحاول استرضائه ولكن دون جدوى .ورغم أنى كنت استحثهم على الإسراع وعلى ترديد عبارة بالروح بالدم بالذات لعلها تعيد للسيد الوكيل الطمأنينة والثبات..ورغم شباب البلطجية وكبر سن السيد الوكيل إلا أن سرعته في الفرار فاقت سرعتنا بكثير حتى أنى طلبت منهم أن يكفوا عن ترديد شعار بالروح بالدم فلعل الرجل تصور أننا سنجعلها دم وأننا سوف نضحي بروحه هو .. وعموما فقد فشلت الخطة فشلا زريعا وضاع ما أنفقته على البلطجية، ناهيك عن الشر الذي سوف أتعرض له على يد السيد الوكيل في الصباح.

ولقد كنت حسن الظن جدا حين تصورت أن الشر سينتظر الصباح..ولكن في الحقيقة ما كدت اصل منزلي حتى قادني جمع من رجال الشرطة إلى القسم وهناك وجهت لي تهمة محاولة قتل السيد الوكيل. ولقد ذكر في أقواله أنني وجماعة من البلطجية هددناه بإزهاق روحة وسفك دمه، وحين حاولت في أقوالي أن أوضح لرجل الشرطة أننا كنا نهتف لسيادته ليس إلا.. صرخ في وجهي: أتسخر منى يا ابن...
وحين قادوني في اليوم التالي إلى سراي النيابة بعد ليلة ليلاء قضيتها في الحبس وجدت بعض الرفق عند وكيل النيابة.. ورغم انه لم يصدق كلمة واحدة مما قلته إلا أنة استمع لي وشبه ابتسامة ساخرة على وجه ثم أمر بإداعي في الحبس.
وقد خرجت بعد حبس ثلاثة شهور بريئا لعدم كفاية الأدلة إلا أن التجربة المريرة التي خضتها أقنعتني تمام الاقتناع أنني لست لذلك اللون من المجد وإنما أنا من النوع الذي خلق ليشقى ويكد فقط ولا ينال الحظوة مطلقا.. ولقد رضيت.. فعلا رضيت.. والفضل لأشهر السجن الثلاثة

                                                               بقلم أ/حسنى محمد أبو عيد

                                                                                   رحمه الله

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

الحضارة بين الحق والباطل








                                                                          الحضارة بين الحق والباطل
الذوق الإنساني الذي يعجب بمفاتن الجسد العاري هو ذوق بدائي غليظ و هو من غير شك أحط من الذوق الذي يعجب بجمال الحشمة الهادئ وما يشي به من جمال الروح ،و وجمال العفة ،و جمال المشاعر . وهذا المقياس لا يخطئ في معرفة ارتفاع المستوى الإنساني و تقدمه . لا طهارة و لا زكاة و لا بركة في مجتمع يحيا هذه الحياة ولا يأخذ بوسائل التطهر و النظافة التي جعلها الله سبيل البشرية إلى التطهر من الرجس ،و التخلص من الجاهلية الأولى ،و أخذ بها أول من أخذ أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم على طهارته و نظافته رضيت نفوسهم بما يأتي به قدر الله ، لشعورهم بأن قدر الله هو الذي يصرف كل شيء ،و كل أمر وكل حادث وكل حالة . استقبلوا قدر الله فيهم بالراحة و الاطمئنان

                                                                       بقلم/أ/ حسني أبو عيد
                                                                                  رحمه الله

أحلام ليالى الشتاء








 أحلام ليالىالشتاء
 أحسست فجأة بألم بالغ فاعتمدت بطني بكلتا يدي، وصرخت من شدة الألم.
قبل أن أهوى إلى الأرض في طريق شبه خالي من المارة.......أوقف رجل الشرطة سيارته وأقبل نحوى باهتمام شديد...لقد كان شابا رفيع المرتبة...جم الأدب...اعتمدت على ذراعه وقادني بسيارته إلى أقرب طبيب..حيث شكرته من أعماق قلبي فودعني راجيا لي الشفاء ثم انصرف... ما أشد حبنا لهؤلاء الناس...لقد كرسوا حياتهم لحمايتنا وخدمتنا...إنهم يستمدون قوتهم وسلطانهم منا...ولو كانوا يستمدونها من غيرنا لاستعلوا بها كما كان يفعل النبلاء في عصر أوربا الوسيط وأصبحوا مثلهم ساده على مجتمع من العبيد.
لقد حكت لنا كتب التاريخ عجبا عن شرطه تستمد قوتها من سلطه أعلى من شعبها...حكت لنا عن عيونهم وهى تشع شررا...وقلوبهم وهى تفيض كبرا..ومترعة نفوسهم بالحماقة والغرور.... وكنا نقرأ في كتب التاريخ عن أياديهم الغليظة وهى تصافح وجوه الناس...وعن أقدامهم وهى تدوس ولا ترحم...وكان التاريخ يحكى لنا أن هؤلاء الناس بدعوى حماية القانون والنظام كانوا أسرع من يدوس على القانون والنظام..وكأن القانون لم يشرع إلا للنيل من العبيد ...الحمد لله أننا لا نعيش هذه الأيام وإنما عرفناها فقط من كتب التاريخ القديم أيام حكم الأسر الفرعونية الظالمة..حيث كان الفرعون عاليا فتوهمه نفسه أنه إله يعبده شعبه وليس ملكا يخدم مصالح شعبه .
اجتاحتني هذه الخواطر حين حملني هذا الشرطي الشاب برفق ورجولة ومودة إلى عيادة الطبيب الذي نظر لي هو الآخر بمودة شديدة وترفق بي وهو يخبرني بعد أن أعطاني مسكنا للألم أنى في حاجة إلى جراحه....
فصرخت لا من الألم هذه المرة ولكن لأني لا أملك هذه الآلاف التي يتقاضاها الأطباء للجراحات...ولقد ضحك الطبيب كثيرا عندما عرضت سبب صراخي وقال لي:يبدو أنك تكثر من قراءة التاريخ حتى كأنك تعيش فيه....يا صديقي إن هذا الزمان قد ولى وقد تعلم الأطباء اليوم ألا يتقاضوا إلا ما يكفيهم ليعيشوا بين البشر مستورين فقد وجدوا أن الرضا قد حقق لهم من السلام ما لم يحققه المال لأطباء الزمان القديم....وحين علمت أن الجراحة لن تكلفني إلا القليل جدا حمدت الله...وساعتها سمعت النداء(حي على الفلاح) فاستأذنت للصلاة فقال الطبيب ونحن جميعا معك...وجدت الجميع يلبون النداء وإذا بي أسير وسط أمواج من البشر تلبى...وقفت بينهم في الصلاة وقد اتسع المسجد للجميع....وجدت روحي تسبح في عليين في نشوة روحية غامرة ....حيث صحوت من نومي فزعا على وكزة شديدة في خاصرتي...وإذا بزوجتي وشرر الغضب يتطاير من عينيها تصرخ في وجهي ألا تستطيع يا رجل أن تحتفظ بالغطاء على جسدك ليلة واحدة.
مددت يدي كتلميذ خائب والتقطت الغطاء الساقط على الأرض واحتويت به زوجتي برفق فأشاحت عنى بعنف وولتني ظهرها..
كانت الوكزة في خاصرتي ما زالت تؤلمني إلا أنني ابتسمت ابتسامة ماكرة وأنا أضع رأسي مرة ثانية على الوسادة فليل الشتاء طويل وقد يسقط الغطاء مرة ثانية فتعاودني الأحلام من جديد
                                                                                      بقلم:حسنى محمد أبوعيد


الجمعة، 12 سبتمبر 2014

الشيطان ذلك المستنير


الشيطان ذلك المستنير

أجمل ما في حياتي هو النفاق...به حصلت على كل النعيم الذي ارفل فيه..حتى أعلى الدرجات العلمية التي حصلت عليها لم تكن تتاح لي إلا بهذا السلاح الرائع...ولقد فشل كثيرون ممن اعتمدوا على قواهم العلمية وحدها في الحصول على ما حصلت عليه بسبب فقدانهم لهذا التكيف الساحر الذي يحل كل الطلسمات والآحاجى والألغاز...ولقد تعلمت هذا الفن الجميل من أبي رحمه الله...فقد كان أستاذا لا يعجز عن تقبيل يد أي كائن حي يرجو منه شيئا ما...لقد كان لسانه رطبا ناعما مع هؤلاء..وكان حديثه معهم ينساب سهلا لينا...في الوقت الذي يتحول فيه إلى أخرس كامل الخرس مع غيرهم.. ولقد ورثت عنه هذه الموهبة الرائعة...إنها صفه تورث مع خلايا الدم ولا تستطيع إتقان فنونها بمجرد الاكتساب.

وقد يختلف معي كثيرون في ذلك ..ولكني على يقين أن النفاق في عائلتي سجيه تتوارثها الأجيال.... واني أرى كثيرين حولي يتكلفون النفاق..ولكنه لا يؤدى إلى الثمرة التي يؤديها النفاق الأصيل..

ولا أستطيع أن أدعى أنى أخجل من النفاق...بل على العكس من ذلك تماما...إني أعتبره موهبة....ولا يخجل الإنسان من مواهبه وعطاياه التي ولد بها..فكما لا يخجل العبقري من عبقريته , والشجاع من شجاعته, فأنا لا أخجل من مقدرتي الفذة على النفاق ...

وقد يعتقد البعض أنى أكون في مركز الضعف مع من أنافقه.....والحقيقة عكس ذلك تماما...فكيف يكون ضعيفا من يستغفل الآخرين, ويجعلهم ألعوبة بين يديه يحركهم كيف يشاء ؟ ..لقد رضوا لأنفسهم هذا الموقف المتدني..ولو أنصفت لكان المنافـَقون(بفتح الفاء) هم أولى بالإحساس بالمهانة منى ..فليس أسوأ ولا أشد مهانة من وضع المغفل.

وقد يقول قائلا إن هذا عمل غير أخلاقي...وفى الحقيقة أنا أعتبر الأخلاق خديعة كبرى وضعها الضعفاء ليستطيعوا الحياة بجانب الأقوياء...و إلا فلتريني قويا واحدا عنده أخلاق.. وان وجدته فاعلم انه حاله شاذة لا يقاس عليها ولا تفيد العموم .. وهنا قد ينبري من يقول إن الأخلاق جزء من الشرائع، ورغم إيماني بالله وبأنه خالق هذا الكون الهائل، و خالقنا فيه، إلا أنني على يقين انه حين خلقنا تركنا له وتركه لنا ولا يعنيه من امرنا وأمره شيء على الإطلاق.. وذو الجلال لا يشغل نفسه بماذا نفعل و ماذا نترك.. فهو لا ينشغل إلا بذاته العلية، كما قال المعلم الأول.. لماذا يخلق الله عالما فاسدا ثم يرسل الرسل لإصلاحه؟ لو أراد الله له الصلاح لخلقه كذلك من الوهلة الأولى .. ولكنه خلقه هكذا، وأنا أعيش فيه كما خلقه الله، فليطل أصحاب اللحى لحاهم، وليعبدوا إله لا يعبأ بهم ولا يذكرهم، وليشغلوا أنفسهم ــ بسبب شقائهم وحرمانهم ــ بالفردوس الموعود فلن اشغل نفسي إلا بهذه الحياة، نموت فيها ونحيا وما يهلكنا إلا حوادث الدهر وكر الأيام.

والعجيب أنهم يستغلون الدعوة إلى الفردوس الموعود وسيله للسلطة والحكم.
أما أنا فاني استغل مواهبي في النفاق في الاستمتاع بثمرات سلطه يملكها غيري.. وحيث إن غايتنا شبه واحده فلا مجال إذا للمهاترة والادعاء ..

ورغم إن لي زملاء في هذا الفن الرفيع، إلا أننا رغم كثرتنا لا نستطيع العمل فرادا، فنحن جوقة واحدة ونسيج متكامل ، يلتف جيدا حول مصدر النعيم ومبعث النور والأمل والإلهام ... فهل يحاول عاقل مهما أوتى من قوة أن يفكر في تدمير هذا الكيان المتراص المتكامل ؟ انه كيان يدافع عن نفسه بطريقه تلقائية وبدون أي استدعاء .. إن له طبيعة حيوية فائقة كالجسد الحي.. يسهر إذا مرض احد أعضائه.. إلا أننا قد نضطر أحيانا للبتر لضمان سلامه باقي الأعضاء.
فلا تلوموني أيها التعساء ولوموا أنفسكم.. والسلام والسعادة والرضا على جمعنا القوى الشرير.                                   بقلم .. أ/حسني أبوعيد