هل السياسة إلا البحث عن سعادة الناس في الدنيا وهل يسعد في الدنيا قلب تكبر على الله .. إن إلها عظيما لا حدود لعظمته قضى ألا تكون الطمأنينة و السلام إلا لقب موصول بالله .. كيف اعيش وأنا تلك الذرة الصغيرة التائهة في هذا الكون العجيب بغير إتصال بهذا الكون و بخالقه العزيز الجبار .. هل أفقد إتصالي به فارتع مع الأنعام وأقضي ليلي أصرخ مع الوحوش و أعوي عواء الذئاب ثم اصبح أوزع شقائي و تعاستي بفجر اللئام .. على أي مذهب من مذاهب الأرض يجد الإنسان الراحة والسلام .. لقد خلق الله الإنسان و جعل نظام تشغيله في رسلات السماء .. فما بال قوم يدعون أنهم أزكى و أقدر على سعادة الإنسان من رسالات السماء .. كيف استقبل الموت وأنا خالي الوفاض من الإيمان؟ كيف أستقبل فراق الأحباب وقد خلا قلبي من الإتصال بمقدرالأقدار؟
كيف أواجه ظلم الظالمين وإجرام المجرمين وأنا أخاف وأرجو غير الله ؟ كيف أمنع نفسي عن الظلم والبغي وأكل أموال الناس بالباطل بغيرذلك النور الذي يذكرني دائما بغضب الجبار؟ كيف لي وأنا أرى أناسا قد حيزت لهم الدنيا كلها فأصبحوا بها يتقلبون في جحيم الشقاء .. كلا والف كلا لن أكون أبدا وحشا ضاريا او ذئبا من الذئاب .. لقد قلدوني وزيرا ولن أكون أبدا إلا وزيرا يخشى الله ولا يخشى سواه .. ولن أتقدم بعملي إلا إلى الله وهو الكفيل كما وعدني إن يرضى عني ويُرضي عني الملائكة والناس ولا حول ولا قوة إلا بالله وجهت وجهي لله وتوكلت على الله وفوضت أمري لله .. ولن أصغى أبدا إلى قوم خلت قلوبهم من نور الله .
حسني محمد أبوعيد
30/3/2011