هذةالمدونه لعرض المقالات والأعمال الأدبية للأستاذ و هى محاوله شخصية تقديرا ً له و لأعماله ولنحيا معا حياة طيبة "في ظلال القرآن "
الجمعة، 18 مارس 2011
الحكومة الدينية حكومة جاهلية
إن الغرب يعلم جيدًا أنه ليس في الإسلام دولة دينية بذلك المفهوم الذي عانت منه أوربا في العصور الوسطى و الذي تخلصت بسببه من الدين كله – ولو أنها تحاول العودة إليه في العصر الحديث – ذلك ان رجال الدين وقتها كانوا يحكمون بموجب التفويض الإلهي الذي يجعل رجل الدين إلهً يحكم كما يشاء . ولم لا ؟ أوليس هو الذي يغفر الذنوب .
إن الغرب يعلم جيدًا إنه ليس في الإسلام تفويض إلهي بل إن ذلك هو الشرك بعينه في العقيدة الإسلامية .
إن كهنة قريش كانوا يعتقدون في أنفسهم ذلك التفويض وجاء الإسلام ليهدم هذه العقيدة .
فرق بين شريعة نزلت من السماء محكمة في القرآن يمكن لأي شخص أن يدرسها و يتعلمها و بين شخص يتبع هواه في التشريع .
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (23) } الجاثية
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }(44) الفرقان
إنا إذن نجد أن الحكومة الدينية في الفكر الغربي هي الحكومة الجاهلية في الفكر الإسلامي لأنها حكومة بلا شريعة سماوية .. فرق كبير بين رجل يؤمن بالآخرة سواء كان طبيبًا أو مهندسًا أو وزيرًا أو حاكمًا وبين رجل لا يؤمن بالآخرة . إن الإيمان بالآخرة ينقل الإنسان من استمتاع بهيمي بالحياة إلى أعلى درجات السمو الروحي والأخلاقي إنها ترفع البشر من الهبوط الحيواني إلى اسمى درجات الإنسانية إن الحكومة في الإسلام ليست مجموعة من رجال الدين يتبعون أهوائهم و يقصرون العلم عليهم وحدهم .. وإنما هي حكومة مدنية من علماء الهندسة و الطب و مختلف العلوم يتقون الله في قلوبهم .. إنهم علماء مدنيون يعرفون الله فطابت نفوسهم وارتفعت أهتماماتهم وكان رأيهم السعي إلى الخير .. إنهم قلوب طيبة يحبون الناس ويحبهم الناس .. إنهم قلوب تألف وتؤلف .. إنهم قلوب تتواضع للناس ولا تتكبر على الله .. إنهم يعملون ويبتغون بعملهم وجه الله .. إنهم يطمعون في حسن لقاء الله .. لأنهم جميعاً يؤمنون بالآخرة وبالحساب والجزاء.
هل يعقل في بلاد المسلمين من يكره وجود أمثال هؤلاء في حكم بلاد المسلمين .. !!؟
هل يعقل أن نسلم أمورنا لأناس يسخرون من الأخرة ومن البعث والحساب والجزاء .. !!؟
وهل سرقنا السارقون ونهبنا الناهبون وظلمنا الظالمون إلا لإنعدام تقوى الله في قلوبهم ..
فما ظلمنا ظالم على مدى التاريخ كله إلا بمقدار نقص حظه من الإيمان بالله واليوم الآخر .
فما ظلمنا ظالم إلا وكان عبداً للدنيا متبعاً لهواه معظماً لنفسه ومنافقاً يظهر غير ما يبطن .
بقى أن نسأل أنفسنا سؤالاً خطيراً.. هل يجعلنا أن في تاريخنا أناساً أظهرو الإيمان وحكمونا بالهوى.. هل يجعلنا ذلك أن نفقد ثقتنا بكل مؤمن بل ونطرح الدين كله جانباً وكأنما هو الذي سبب لنا كل هذه الخسارات والوبالات .. أولا يجعلنا ذلك نركز أكثر على قلوبنا لنطهرها ونزكيها حتى تصلح أمورنا وأمور من يوليهم الله علينا ..
ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وأرحمنا وأنت خير الراحمين والسلام على من أتبع الهدى
حسني محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com
17/3/2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق