الاثنين، 8 ديسمبر 2014

073 – كيف لمن وجد الله أن يرتكب معصية

  بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا وأستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
073 – كيف لمن وجد الله أن يرتكب معصية
سأل أحد المشايخ: قلت لنا من قبل أن الإنسان في القبر سيكون على الحالة الإيمانية التي كان عليها في الدنيا فكيف نفهم ذلك؟
قال الأستاذ:
قال الله تعالى: "ابن آدم، اطلبني تَجدني، فإن وَجَدْتَنِي وجَدْتَ كل شيء، وإن فُتُّكَ فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء".  ( يا بخته يا هناه اللي يفهم هذا الحديث )
اترك الناس منشغلين بهذه الدنيا، وجمعها وكنزها، اتركهم، وانشغل أنت في أن تجد ربك.
هذا هو ما أجد وأجتهد فيه منذ سنين معك لتصل إليه، كما أنني أجاهد، وأجد وأجتهد مع نفسي منذ سنين لكي أصل إليه، أريد أن أجد ربي، ولم تجده في أي كتاب فقه ولا في أي كتاب من كتب العلم، لم تجده سوى في القرآن، تجده وأنت تقرأ كلامه، تجده وأنت تقرأ
مثلا قوله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) }
منذ أن تقرأ سبحان الذي أسرى.. تجد ربك، حينما تقرأ كل كلمه كل آية، كل مقطع من القرآن.. تجد ربك، وهذا هو ما استعملني ربي فيه لكي أعلمكم.
ومن أجل ذلك أتلو القرآن على نفسي وعليك، وقبل ذلك كله أتلوه مع الله سبحانه وتعالى، لكي تتضح هذه الحقيقة، وهذا الأمر يتجدد وباستمرار تجد حلاوته مرة تلو الأخرى.
إن هذا الأمر، ألا وهو أن تجد ربك وتعرفه وتتصل به فينزل على قلبك من أنواع السعادات ما لم يمكن وصفه وما لم يمكن تعليمه لإنسان آخر، فهو معايشة، هو نبض القلب، هو تلك الأحاسيس الرائعة، وبهذه الكيفية التي أنت بها مع ربك، هي هي الكيفية التي ستحاسب وأنت عليها حينما يأتي إليك الملكان يسألانك من ربك ( من أين اللخبطة إذن ) وتجيب بكل طلاقة، ولو لم تكن على هذا الاتصال في الدنيا، وكنت تدعي معرفة بالله، وهذه الحقيقة ليست بداخلك..... فلا يمكن لك أن تجيب، وكأنه ثمة عملية مسح لزهنك، وذاكرتك، لأنه لم يكن به اتصال حقيقي بالله.
تريد أن تجيب وتقول ربي الله، كن مع الله في الدنيا، وعايش هذا التوحيد الخالص، وأنت على ذلك لو فقدت الدنيا ومعك الله فلم تفقد شيء، حتى ولو لم أُوفق في جميع أمري! لكن معيَّ الله، لم أفقد شيء.
وحينما أقول أن الله معي لابد أن أسأل نفسي هذا السؤال هل هو معي حقيقة أم أن هذا مني ادعاء؟
آه ثم آه على المذاق العالي الرائع في تحقيق الاتصال بالله.
وحينما تصل إلى هذه الحالة هنا فقط أصبحت سيد متحرر من العبودية للأرض والعبودية للناس والعبودية للهوى، بل تستحي أن تقترف معصية تغضب الله، حياء من الله، فهو معك باستمرار فكيف تقدم على الشر وهو معك، وتجد ما كنت تفعل من ذنوب وهي الآن من السهل عليك أن تفعلها، تجد نفسك لا يمكن لك أن تقدم عليها، هذا هو الذنب أمامك ميسر ولا يمكن لإنسان أن يطلع عليك، إلا أنه لا يمكن لك أن تفعل لأنك تشعر دوما أن الله معك ومطلع عليك،
( فكيف لمن وجد الله أن يرتكب المعصية )
        
الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15

أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير ال جزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك   *** اللهم آمين




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق