الاثنين، 15 ديسمبر 2014

076 -- فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ

  بسم الله الرحمن الرحيم
عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا وأستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة الإسلامية بعلمه وثقافته، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
076 -- فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ
سألت أستاذي عن قوله تعالى: { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(153)}
وما حدث في هذا الموقف؟
ويا ترى الغم الذي أصابهم هو غم ترك الرسول صلى الله عليه وسلم!؟ وكيف أفهم هذا الموقف في ضوء ما علمتنا أنه لابد أن أعيش الموقف وفي زمانه لكي أحكم حكما صحيحا ؟
فقال الأستاذ: حينما ترك الرماة الموقع من أجل الغنائم انكشف ظهر المؤمنين، فلمح ذلك خالد بن الوليد، داهية الحروب، فانقض على المسلمين، وتبعثر شملهم، وهربوا، فهم إلى أمرين إما أن يقتلوا، وإما أن يهربوا، فهربوا، ولم يصمد أحد إلا القليل. ووجد من ترَّس على رسول الله، وتلقى الرماح في ظهره، ووجد من النساء من دافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حينما وقع رسول الله في تلك الحفرة، وكسرت رباعيته، وشج رأسه الشريف، و دخلت حلقت المغفر في وجنته، اغتم قلب رسول الله، ولاسيما أنه كان يناديهم وهم يصعدون في الجبل هربا، و هو ينادي.
{ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}
رسول الله يدعوهم وهو في المؤخرة، وهو مصاب يتحرك بصعوبة وهم يصعدون هربا، فأصابهم الغم.
وما حدث قد حدث فلا داعي إذن للحزن الذي يسبب الإحباط، و الفشل، والله يعلم ما فعلتم ويأمركم بألا تحزنوا.        
{ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(153) }
فحينما اتضحت الأمور نزل عليهم الغم، فأنت أحيانا لا تقف الموقف المتين السليم، لكي تنجوا بنفسك، هل تعتقد أنك ستنصرف في سلام؟
سوف تصاب بغم شديد على موقفك المتخاذل وتلوم نفسك وتحاسبها، لِمَ فعلت هذا، ولِمَ لم أقف الموقف المشرف، يا ليتني مت، ولم أهرب،
{ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(153) }
هذا الغم الذي ملئ قلوبنا، ما هو قيمة الغنائم إلى جانبه.
ما زلت أسأل: أفي هذا الموقف الذي تنتصر فيه بشرية الإنسان على نفسه، أأترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي وأهرب، ولاسيما وهم من هم، صحابة رسول الله من المهاجرين، والأنصار؟
قال الأستاذ: لو نظرنا إلى هذا الغزوة سنجد أن معظمهم لم يكونوا ممن حضر بدر، بل من الممكن القول أن معظمهم كان يدخل المعركة طمعا في الانتصار، وطمعا في الغنائم، بل إنهم حملوا رسول الله على الخروج من المدينة، في حين أنه كان يريد أن يتحصن بالمدينة.
فحينما انتهت الشورى بعد أن حملوا الرسول على الخروج، ودخل ولبس عدة القتال، تراجعوا عن رأيهم ولكن الرسول قال لهم
" ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه "
فلا مكان للتردد بعد أخذ القرار وخصوص أنه قرار بعد شورى.

الشيخ / حسني أبوعيد
رحمه الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار محمد عبدالرحيم
الأحد 4/3/2012 الساعة 10.15

أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير ال جزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك   *** اللهم آمين































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق