قصد السبيل بين مرضى المثقفين ومرضى المتدينين
عندما رأى المثقفون أن الدين أصبح قناعا يرتديه المتدينون وأن سخامات البشر وقذاراتهم ما زالت حية قابعة خلف هذا القناع توجهوا بالسخرية إلى أصل الدين الذي لم ينجح سوى في جعل بعض الناس زمرة من المرائين المنحصرة اهتماماتهم في الصورة والمظهر الخارجي.. فالمثقفون عايشوا الثقافة الغربية التي تمجد انحطاط الإنسان فلا ستر هناك للعورات بل هي مبعث فخر وعزة وتحرر من الجمود والنفاق.. وزاد من يقين المثقفين أن يجدوا أن من يحافظ على قناعه من المتدينين في مكان سرعان ما يخلع تكلف هذا القناع في مكان يبيح له التمتع بكل قاذورات الحياة والتي كان يظهر التعفف عنها في سابق المكان والزمان..
لقد حكم المثقفون على الدين من خلال واقع المتدينين.. وكان يجدر بهم أن يفهموا حقيقة الدين محاولين إقامته في قلوبهم معرضين عن ارتداء قناع الدين الذي يرتديه الفاشلون..
إن هذا الدين لم يكلف المخلوق البشري أن يكون كاملا بلا خطايا ولا رزايا إن المسلم يرى نفسه جيدا ولكنه أبدا لا يهتف للخطايا والرزايا كما يفعل الغرب الذي تربى المثقفون في حضنه.. ولكن المسلم يحاولون جاهدا أن يكفكف من جموح الشهوة والكبر والأثرة والرئاسة والشهرة وقد ينجح أحيانا فيشكر الله ويفشل أحيانا فيستغفر الله..
ليس غباء أدعياء الدين وجمود عقولهم سببا لكم أيها المثقفون لهجر هذا الدين بل عليكم وعليكم أنت بالذات أن تقيموا الصرح الحقيقي لهذا الدين بدلا من أن تجتثوه من جذوره وتستسلموا تماما لعبودية الشيطان.. وهيهات إذن أن يهنأ لكم بال.
حسني محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com
30/4/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق