" أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا(44) سورة الفرقان
وهذا وصف رباني علوي لمن ترك شريعة الله واحتكم إلى هواه فلا حرج علينا إذن أن نسمي الحكومة المدنية التي تولي شرع الله ظهرها وتحتكم إلى رأيها ومزاجها لا حرج أن نسميها حكومة من الأنعام تصديقاً لقول الله سبحانه وتعالى ، فهل المطلوب منا أن نترك الاحتكام لشرع الله الحكيم العليم ونحتكم إلى بلادة البهائم وغبائهم .
وقد ورد في كتاب الله العظيم أن هداية أهل الأهواء أمر عسير كل العسر شاق كل المشقة" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) سورة الجاثية
هناك فريقان في مصر بل وفي كل بلاد المسلمين فريق أتبع رضوان الله وفريق باء بسخط من الله والفريق الأول هو جمهور المسلمين في كافة بلاد المسلمين وهو فريق صامت دائماً ثم لا يلبث أن يثور ويغضب ليعيد الأمور إلي نصابها . والفريق الثاني هم الأعلى صوتاً فكلما علا صوت أحدهم زادت مكاسبه وزاد طموحه وهم فريق نهم لا يشبع أبداً وهم يرتكنون على النظام الذي يثور عليه الشعب ويخلعه وعندئذ يفتقدون الحماية والتمكين وتنكشف سوءاتهم للعالمين فلا يملكون إلا مهاجمة الشعب المسكين الذي غرر به هؤلاء الملاعين ووعدوه بجنة الخلد عند رب العالمين .. وكأنما يريدون شعباً أخر غير شعب مصر تستطيع جذورهم الملعونة أن تستمد من تربته ما يبقى عليهم أثراً من حياة ..
يا شعب مصر المؤمن العريق .. أمض في طريقك اللاحب الطويل .. واصنع أمجادك بنور الله في قلبك وقوة الإيمان في حناياك ولا يحزنك هؤلاء فهم ماضون في طريق من جعلهم الله عبرة للعالمين " وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) سورة آل عمران
حسني أبوعيد
hosnyaboeed.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق