اجمل مافى حياتى هو النفاق ...به حصلت على كل النعيم الذى ارفل فيه ..حتى أعلى الدرجات العلمية النى حصلت عليها لم تكن تتاح لى الا بهذا السلاح الرائع ...ولقد فشل كثيرون ممن اعتمدو على قواهم العلمية وحدها فى الحصول على ما حصلت عليه بسبب فقدانهم لهذا التكيف الساحر الذى يحل كل الطلسمات والآحاجى واللألغاز ...ولقد تعلمت هذا الفن الجميل من أبي رحمه الله ...فقد كان أستاذا لايعجز عن تقبيل يد أى كائن حى يرجو منه شيئا ما ...لقد كان لسانه رطبا ناعما مع هؤلاء ..وكان حديثه معهم ينساب سهلا لينا ...فى الوقت الذى يتحول فيه الى أخرس كامل الخرس مع غيرهم.. ولقد ورثت عنه هذه الموهبه الرائعه ...انها صفه تورث مع خلايا الدم ولا تستطيع اتقان فنونها بمجرد الاكتساب.
وقد يختلف معى كثيرون فى ذلك ..ولكنى على يقين أن النفاق فى عائلتى سجيه تتوارثها الآجيال .....وانى أرى كثيرين حولى يتكلفون النفاق ..ولكنه لا يؤدى الى الثمره التى يؤديها النفاق الأصيل.. ولا أستطيع أن أدعى أنى أخجل من النفاق ...بل على العكس من ذلك تماما ...انى أعتبره موهبه ....ولا يخجل الانسان من مواهبهوعطاياه التى ولد بها ..فكما لايخجل العبقرى من عبقريته , والشجاع من شجاعته, فأنا لاأخجل من مقدرتى الفذه على النفاق ... وقد يعتقد البعض أنى أكون فى مركز الضعف مع من أنافقه .....والحقيقه عكس ذلك تماما ...فكيف يكون ضعيفا من يستغفل الآخرين , ويجعلهم ألعوبه بين يديه يحركهم كيف يشاء ؟ ..لقد رضوا للآنفسهم هذا الموقف المتدنى ..ولو أنصفت لكان المنافقون(بفتح الفاء) هم أولى بالاحساس بالمهانه منى ..فليس أسوأ ولا أشد مهانه من وضع المغفل. وقد يقول قائل ان هذا عمل غير أخلاقى ...وفى الحقيقه أنا أعتبر الأخلاق خديعه كبرى وضعها الضعفاء ليستطيعوا الحياه بجانب الأقوياء...والا فلترينى قويا واحدا عنده اخلاق .. وان وجدته فاعلم انه حاله شاذه لا يقاس عليها ولا تفيد العموم .. وهنا قد ينبرى من يقول ان الاخلاق جزء من الشرائع ، ورغم ايمانى بالله وبانه خالق هذا الكون الهائل ، وخالقنا فيه ، الا اننى على يقين انه حين خلقنا تركنا له وتركه لنا ولا يعنيه من امرنا وامره شىء على الاطلاق .. وذو الجلال لا يشغل نفسه بماذا نفعل وماذ نترك .. فهو لا ينشغل الا بذاته العليه ، كما قال المعلم الاول .. لماذا يخلق الله عالما فاسدا ثم يرسل الرسل لاصلاحه؟ لو اراد الله له الصلاح لخلقه كذلك من الوهله الاولى .. ولكنه خلقه هكذا ، وانا اعيش فيه كما خلقه الله ، فليطل اصحاب اللحى لحاهم ، وليعبدوا اله لا يعبأ بهم ولا يذكرهم ، وليشغلوا انفسهم –بسبب شقائهم وحرمانهم- بالفردوس الموعود فلن اشغل نفسى الا بهذه الحياه ، نموت فيها ونحيا وما يهلكنا الا حوادث الدهر وكر الايام . والعجيب انهم يبستغلون الدعوة الى الفردوس الموعود وسيله للسلطه والحكم. اما انا فانى استغل مواهبى فى النفاق فى الاستمتاع بثمرات سلطه يملكها غيرى .. وحيث ان غايتنا شبه واحده فلا مجال اذا للمهاترة والادعاء .. ورغم ان لى زملاء فى هذا الفن الرفيع ، الا اننا رغم كثرتنا لا نستطيع العمل فرادا ، فنحن جوقه واحدة ونسيج متكامل ، يلتف جيدا حول مصدر النعيم ومبعث النور والامل والالهام ... فهل يحاول عاقل مهما اوتى من قوة ان يفكر فى تدمير هذا الكيان المتراص المتكامل ؟ انه كيان يدافع عن نفسه بطريقه تلقائيه وبدون اى استدعاء .. ان له طبيعه حيويه فائقه كالجسد الحى .. يسهر اذا مرض احد اعضائه .. الا اننا قد نضطر احيانا للبتر لضمان سلامه باقى الاعضاء . فلا تلومونى ايها التعساء ولوموا انفسكم .. والسلام والسعادة والرضا على جمعنا القوى الشرير . حسنى ابو عيد |
هذةالمدونه لعرض المقالات والأعمال الأدبية للأستاذ و هى محاوله شخصية تقديرا ً له و لأعماله ولنحيا معا حياة طيبة "في ظلال القرآن "
الاثنين، 1 مارس 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق