بالروح بالدم
عندما فشلت فى الحصول على رضا السيد وكيل الوزارة ..اجتاحنى الهم من جميع اقطارى وملا الحزن قلبى واحسست بالمذلة والهوان والضياع ..وحبن استيقنت ان احساسى بالمسؤلية اذاء مصالح الناس واهتمامى بهم لا يقدم لى شئا على الاطلاق قررت ان اوجه اهتمامى لا الى اسفل كما هو عهدى دائما ولكن الى اعلى حيث الشرف والحظوة.واخذت قرارى واقدمت بلا تردد ووضعت خطة محكمة ..كان مفادها ان استاجر عشرة افراد من البلطجية الذين يجيدون الهتافات ورفع الشعارات واضعهم فى طريق السيد الوكيل وهو قادم الى المصلحة صباحا واقف بينهم نردد الهتاف والمديح لسيادته ..ولقد حرصت على تلقينهم هتافات خاصة كنت ارى انها جيدة المفعول مثل :بالروح بالدم ..وكلنا فداك..وسر ونحن ورائك ..ثم انى طلبت منهم ان يكون التصفيق للسيد الوكيل اساسيا وحارا جدا .ولا تسل عن العاصفة التى احدثناها فى وجه الرجل وهو قادم الى المصلحة ..الا انة لم يتسطع-لسوء الحظ-ان يفهم ان المظاهرة فى صالحة ،بل تصور ولعل ذلك يرجع الى شدة الضوضاء التى احدثها البلطجية انها مظاهرة او مؤامرة ضده او محاولة لاغتيالة ، فاطلق ساقيه للريح .. ولقد ظل الرجل يجرى ونحن نجرى ورائه فى محاولة مستميتة لاقناعه انما نحاول استرضائه ولكن دون جدوى .ورغم انى كنت استحثهم على الاسراع وعلى ترديد عبارة بالروح بالدم بالذات لعلها تعيد للسيد الوكيل الطمانينة والثبات ..ورغم شباب البلطجية وكبر سن السيد الوكيل الا ان سرعته فى الفرار فاقت سرعتنا بكثير حتى انى طلبت منهم ان يكفوا عن ترديد شعار بالروح بالدم فلعل الرجل تصور اننا سنجعلها دم واننا سوف نضحى بروحه هو ..وعموما فقد فشلت الخطة فشلا ذريعا وضاع ما انفقته على البلطجية ،ناهيك عن الشر الذى سوف اتعرض لة على يد السيد الوكيل فى الصباح .
ولقد كنت حسن الظن جدا حين تصورت ان الشر سينتظر الصباح..ولكن فى الحقيقة ما كدت اصل منزلى حتى قادنى جمع من رجال الشرطة الى القسم وهناك وجهت لى تهمة محاولة قتل السيد الوكيل. ولقد ذكر فى اقواله اننى وجماعة من البلطجية هددناه بازهاق روحة وسفك دمه ،وحين حاولت فى اقوالى ان اوضح لرجل الشرطة اننا كنا نهتف لسيادته ليس الا .. صرخ فى وجهى :اتسخر منى يا ابن...
وحين قادونى فى اليوم التالى الى سراى النيابة بعد ليلة ليلاء قضيتها فى الحبس وجدت بعض الرفق عند وكيل النيابة .. ورغم انه لم يصدق كلمة واحدة مما قلتة الا انة استمع لى وشبه ابتسامة ساخرة على وجه ثم امر باداعى فى الحبس .
وقد خرجت بعد حبس ثلاثة شهور بريئا لعدم كفاية الادلة الا ان التجربة المريرة الى خضتها اقنعتنى تمام الاقتناع اننى لست لذلك اللون من المجد وانما انا من النوع الذى خلق ليشقى ويكد فقط ولا ينال الحظوة مطلقا .. ولقد رضيت..فعلا رضيت .. والفضل لاشهر السجن الثلاثة
حسنى محمد ابو عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق