عرفانا ًبالجميل واعترافا ًبفضل الله علينا وبرا ًبشيخنا
واستاذنا ووالدنا ومعلمنا ومربينا وأملا ًفي نفع الأمة
الإسلامية بعلمه وثقافته ، و مستعينا ًبالله أنشر لكم نورا ًمن تراث الأستاذ.
047
-- وإني لأتعجب ! كيف يستوحش المؤمن
إدعوا لإخوانكم الذين يعملون بالخارج لقد إستوحش بعضهم لفراقكم اللهم اربط على قلبه في غربته ووحشته
وإني لأتعجب ! كيف يستوحش المؤمن ، إن المؤمن في أي مكان
معه الله ،
{ أَلَيْسَ اللَّهُ
بِكَافٍ عَبْدَهُ }
فمن يكون مع الله ممن يستوحش ، إنسان معه الله ، ماذا
يحتاج ؟ يحتاج إلى من لكي يسلية ؟
أنا لا أفقه هذا الإستوحاش أبدا ، نعم من الممكن أن
يشتاق الإنسان ولكن أشعر بالوحشة ،و أظل أُجري اتصالات وأتحدث لهذا ،وذاك لكي أشعر
بالأنس ،و الطمأنينة !!! فهذا لا أفقه .
كيف تأتي هذه الوحشة ؟
أذكر وأنا في المعتقل حينما كانوا يريدون أن يعاقبوا
إنسان كانوا يضعونه في الحبس الإنفرادي ــ وكنت أغبطه على ذلك ــ
وكنت أقول الله على الحبس الإنفرادي فهذا إنسان في خلوة
مع الله يصلي ويقرأ القرآن فما هذا الحبس الإنفرادي ولما يضجرون منه ويعتبرونه عقوبة
بشعة وكنت أقول أي بشاعة ، هذه منحة من الله فأنت رغم أنفك تجلس مع الله وحدك ، لا
يوجد من يسألك ولا يتحدث إليك ،ولا يكون هناك مصدر عطلة ، ولا مصدر إزعاج
أي مكافئة أكبر من ذلك ، ثم طعامك وشرابك يأتي إليك ،و
أنت في مكانك.
وعلى العموم .
إدعوا لأخيكم أن يزيل عنه هذه الوحشة ويلهمه الصبر وذكر
الله ، فمن على ظهر هذه الأرض يسليني بعد الله سبحانه وتعالى حتى في حالة الخوف .
قال الله تعالى : "ابن آدم، اطلبني تَجدني، فإن
وَجَدْتَنِي وجَدْتَ كل شيء، وإن فُتُّكَ فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل
شيء".
فحينما أجد الله فقد وجدت كل شئ فلا يهمني شئ بعد ذلك .
وأنظر إلى الناس وما يجمعونه في الدنيا من زينة ، فأسأل
نفسي !! كيف أعظم شئ إما أنه سيفارقني ،و إما أن أفارقه ؟ كيف أعظم شيء من هذا
القبيل ؟ فكل ما في الدنيا ليس له قيمة طالما أني سأغادر هذه الحياة ، فإذا غادرتها
مليونير كما لو غادرتها شحاذ يستويان ، وكلنا سنوسد التراب ،و كل واحد يرقد في
التراب سيكون معه الله بنفس الكيفية التي كان هو معه في الدنيا .
الشيخ
/ حسني أبوعيد
رحمه
الله وغفر له
http://hosnyaboeed.blogspot.com/
أبوعمار
محمد عبدالرحيم
الأحد
4/3/2012 الساعة 10.15
badeaezaman@yahoo.com
أشهد الله يا أستاذنا أنك أحسنت إلينا وأحسنت تربيتنا
وأحسنت تعليمنا وأعانك الله علي نزع التكلف والكبر من قلوبنا فاللهم أجزه عنا خير
الجزاء وأحسن له كما أحسنت إلينا به واجمعنا معه في رياض الجنة كما أحبك وحب من
يحبك وحبب إليك كثيرا من خلقك *** اللهم