الاثنين، 27 ديسمبر 2010

في سبيل الشيطان







نحن شعب قاسي ...... حياتنا تجمع المتناقضات .. ضعف وذل في قلوبنا ....... ونشمخ ونعلوا بأنوفنا ...... نسود ونعلوا ونحن في الحقيقة عبيد لأسيادنا ..... طبيعتنا خدمة غرائز الأقوياء ......... تفانينا في الخدمة يمكننا كثيراً من فرض شروطنا ..
تحررنا من قيود الرحمة فوضحت الأمور أمامنا ..لا مجال للمجاملة في حياتنا فأخلصنا تماماً في خدمة أسيادنا.
لم تفلح معنا تعاليم الأنبياء ولم ترقق قلوبنا .. وكرهنا الرحمة في قلب عيسى وسعينا في صلبه ..
لا يصلحنا نبيٌ يرحم بل زعيماٌ يقتل ... لو لم يتحدانا هتلر لفاز بنا .. ولكنه آثر جنسه الآري علينا وانفرد به ليعلو
واستغنى عن خدماتنا ....... ظن أنه يستطيع الانتصار بدوننا .. لقد وعت أوربا بعده كيف تستفيد من خدماتنا. فعلونا ورفعنا رؤوسنا ...... أما الأرض الجديدة فقد دعتنا لخدمة فجورها ..
وها نحن اليوم نبطش باسمها ...... ونقدم القرابين من أطفال المسلمين تمجيداً لذكراها .

حسني محمد أبو عيد

حارس المستنقع





أتاح لي غبائي الشديد السيطرة علي الموقف تماما .. ولست أعني بالغباء العته أو البلاهة .. فالحقيقة أنى أبعد ما يكون عنهم ولكني أقصد بالغباء ذلك النوع من التفكير الذي لا يجعلك ترى إلا ما هو محسوس وملموس .. أي تلك النفس التي تخلوا تماما من الشاعرية ومتطلباتها من الخيال الواسع والقدرة على سبر الأغوار إن الإنسان ذو النفس الشاعرة الرقيقة أراه دائما معذبا باستمرار فهو يستطيع بخياله أن يحس آلام الآخرين وإنفعالتهم وبذلك يضيع جهده ووقته في معانات التفاعل مع هذه المشاعر المضطربة وقد منحني الله القدرة على أن أرى البشر أمامي أجساما فقط وحين يتكلمون لا أفهم لكلامهم أي معنى على الإطلاق . لقد استطعت بواقعية شديدة أن أجعلهم جميعا يتحولون إلى مجرد أجسام طيعة .. إن هناك أذكياء كثيرين يبتغون العبقرية والشرف العالي الرفيع ويظنون ذلك ممكنا في هذه البلاد المتخلفة .. أن هذا الذكاء الخارق منهم يحظى دائما معي بالهزيمة والهوان .. إنهم يحلقون عاليا في حين أهبط أنا دائما إلى وحل الواقع وأمتطيه .. لقد تحولت الحياة بفضل غبائي إلى مستنقع كبير لا منافس لي فيه على زعامته فمعي ترتع كل أصناف الديدان والحشرات الغبية وأنا معهم أحس بوجودهم الحقيقي ولا أتخيلهم كما يفعل الأذكياء فراشات جميله تهفو مع النسيم والحقول إن الذكاء نقمه أما الغباء فهو نعمه أسئل الله أن يدمها علي
حسنى محمد ابوعيد

الشيطان ذلك المستنير




أجمل مافى حياتى هو النفاق ...به حصلت على كل النعيم الذى أرفل فيه ..حتى أعلى الدرجات العلمية التى حصلت عليها لم تكن تتاح لى إلا بهذا السلاح الرائع ...ولقد فشل كثيرون ممن إعتمدوا على قواهم العلمية وحدها فى الحصول على ما حصلت عليه بسبب فقدانهم لهذا التكيف الساحر الذى يحل كل الطلسمات والآحاجى والألغاز ...ولقد تعلمت هذا الفن الجميل من أبي رحمه الله ...فقد كان أستاذا لايعجز عن تقبيل يد أى كائن حى يرجو منه شيئا ما .. لقد كان لسانه رطبا ناعما مع هؤلاء ..وكان حديثه معهم ينساب سهلا لينا ...فى الوقت الذى يتحول فيه إلى أخرس كامل الخرس مع غيرهم .. ولقد ورثت عنه هذه الموهبه الرائعه ...إنها صفه تورث مع خلايا الدم ولا تستطيع إتقان فنونها بمجرد الاكتساب.
وقد يختلف معى كثيرون فى ذلك ..ولكنى على يقين أن النفاق فى عائلتى سجيه تتوارثها الآجيال ...وإنى أرى كثيرين حولى يتكلفون النفاق ..ولكنه لا يؤدى الى الثمره التى يؤديها النفاق الأصيل..
ولا أستطيع أن أدعى أنى أخجل من النفاق ...بل على العكس من ذلك تماما ...إنى أعتبره موهبه ..ولا يخجل الانسان من مواهبه وعطاياه التى ولد بها ..فكما لايخجل العبقرى من عبقريته , والشجاع من شجاعته, فأنا لاأخجل من مقدرتى الفذه على النفاق ...
وقد يعتقد البعض أنى أكون فى مركز الضعف مع من أنافقه ...والحقيقه عكس ذلك تماما ...فكيف يكون ضعيفا من يستغفل الآخرين , ويجعلهم ألعوبه بين يديه يحركهم كيف يشاء ؟ ..لقد رضوا للآنفسهم هذا الموقف المتدنى ..ولو أنصفت لكان المنافقون(بفتح الفاء) هم أولى بالاحساس بالمهانه منى ..فليس أسوأ ولا أشد مهانه من وضع المغفل.
وقد يقول قائل إن هذا عمل غير أخلاقى ...وفى الحقيقه أنا أعتبر الأخلاق خديعه كبرى وضعها الضعفاء ليستطيعوا الحياه بجانب الأقوياء...وإلا فلترينى قويا واحدا عنده أخلاق .. وإن وجدته فاعلم إنه حاله شاذه لا يقاس عليها ولا تفيد العموم .. وهنا قد ينبرى من يقول إن الاخلاق جزء من الشرائع ، ورغم إيمانى بالله وبأنه خالق هذا الكون الهائل ، وخالقنا فيه ، إلا إننى على يقين أنه حين خلقنا تركنا له وتركه لنا ولا يعنيه من أمرنا وأمره شىء على الاطلاق .. وذو الجلال لا يشغل نفسه بماذا نفعل وماذا نترك .. فهو لا ينشغل الا بذاته العليه ، كما قال المعلم الاول .. لماذا يخلق الله عالما فاسدا ثم يرسل الرسل لإصلاحه؟ لو أراد الله له الصلاح لخلقه كذلك من الوهله الاولى .. ولكنه خلقه هكذا ، وأنا أعيش فيه كما خلقه الله ، فليطل أصحاب اللحى لحاهم ، وليعبدوا اله لا يعبأ بهم ولا يذكرهم ، وليشغلوا أنفسهم – بسبب شقائهم وحرمانهم- بالفردوس الموعود فلن أشغل نفسى إلا بهذه الحياه ، نموت فيها ونحيا وما يهلكنا إلا حوادث الدهر وكر الايام .
والعجيب أنهم يستغلون الدعوة إلى الفردوس الموعود وسيله للسلطه والحكم.
أما أنا فإنى أستغل مواهبى فى النفاق فى الإستمتاع بثمرات سلطه يملكها غيرى .. وحيث أن غايتنا شبه واحده فلا مجال إذا للمهاترة والإدعاء ..
ورغم أن لى زملاء فى هذا الفن الرفيع ، إلا أننا رغم كثرتنا لا نستطيع العمل فرادا ، فنحن جوقه واحدة ونسيج متكامل ، يلتف جيدا حول مصدر النعيم ومبعث النور والامل والالهام ... فهل يحاول عاقل مهما أوتى من قوة أن يفكر فى تدمير هذا الكيان المتراص المتكامل ؟ إنه كيان يدافع عن نفسه بطريقه تلقائيه وبدون أى إستدعاء .. إن له طبيعه حيويه فائقه كالجسد الحى .. يسهر إذا مرض أحد أعضائه .. إلا أننا قد نضطر أحيانا للبتر لضمان سلامه باقى الاعضاء .
فلا تلومونى أيها التعساء ولوموا أنفسكم .. والسلام والسعادة والرضا على جمعنا القوى الشرير .
حسنى محمد ابو عيد

فتح المدينة المقدسة *** لقد ذهبتم قبل أن تتطهروا من الخبث





{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } الفتح18
كنا خمسون رجلا ذهبنا لنحرر المدينة المقدسة فقتلنا جميعا , ولم يبق سوى ثلاثة كيف ننهزم هكذا ونحن جند الله؟ ذهبنا إلى شيخ حكيم ننشد عنده الإجابة ..........
قال :- لقد ذهبتم قبل أن تتطهروا من الخبث .
قلنا :- و كيف نفعل أيها الشيخ الجليل ؟ قال عودوا عندما تتوهج النار............. مضينا نصارع الحياة .... ثم عدنا بعد فتره نضطرب وقد فقدت قلوبنا السكينة.....
قلت: - قلبي يحترق أيها الشيخ الحكيم ... فاز بالرئاسة غيري وأصبح ملء السمع والبصر وجلست وحدي لا يعبأ بي احد أتجرع كأس المهانة والذل....
وقال الثاني:- لقد أطاحت رزم المال بالحقيبة السوداء بصوابي ولا أستطيع أن أكف عن التفكير فيها ... إنها متاحة ومعروضة ونفسي تراودني وتنزع إلى المال نزعا شديدا ولم يقر لي مذ رأيته قرار.
وقال الثالث:-أما أنا فكربي ثقيل أيها الشيخ فقد تعلق قلبي بامرأة لا تسل عن جمال عينيها وصفاء بشرتها وحلاوة قوامها إني أراها تنسكب من حناياها الفتنه فيشتعل قلبي حبا ونارا فهي لا تميل إلى غيري كان الحكيم يستمع بجديه ووقار تعلو وجهه ابتسامه نورانية مشرقه .... لم يكن يبدوا عليه أي سمه من سمات النفور والكراهية وقال ببساطه شديدة :- لا يعيبنا أبدا نرى الحقيقة مهما كانت كالحة
وان البواعث الدنيوية وقت جفائها تتنفس بطريقه غامضة ... في حين تكون فجه وغليظة حين تظهر ويعلو صوتها .. كان جهادكم فيما مضى تنفسا غامضا لشهوه خفيه أعلنت عن نفسها اليوم بصوت جهير غليظ وقبيح ..فلتكن بواعثنا دائما جديرة بالعناية كغاياتنا.
مضت بنا الحياة وكأننا خلقنا من جديد بسمت وأحوال مغايرة وأصبحنا وسط الجميع كالغرباء وقد اخذ ارتباطنا وصفا جديدا ..أصبحنا شخصا واحدا وفررنا الجهاد لتحرير المدينة المقدسة...
ذهبنا لوداع الشيخ فوجدناه في مرض الموت تغشاه المهابة والجلال ... بكيناه عندما فاضت روحه كما لم نبك أبا وأما وأخا وأختا.... وعندما واريناه التراب كأنما وارينا جزءا منا هناك
انطلقنا بجد لنحرر المدينة لم نجد سلاحا سوى الأغصان الجافة ...اقتحمتا المدينة نكبر الله وبيدنا السلاح... كنا نزداد طولا وتزداد المدينة قصرا حتى صارت تحت أقدامنا خاضعة مستسلمة.
أ/ حسني أبو عيد

الأحد، 26 ديسمبر 2010

أحلام ليالى الشتاء





أحسست فجأة بألم بالغ فاعتمدت بطنى بكلتا يدى ، وصرخت من شدة الآلم
قبل أن أهوى إلى الأرض فى طريق شبه خالى من الماره.......أوقف رجل الشرطة سيارته وأقبل نحوى باهتمام شديد...لقد كان شابا رفيع المرتبه...جم الأدب ...إعتمدت على ذراعه وقادنى بسيارته إلى أقرب طبيب ..حيث شكرته من أعماق قلبى فودعنى راجيا لى الشفاء ثم إنصرف....ما أشد حبنا لهؤلاء الناس ...لقد كرسوا حياتهم لحمايتنا وخدمتنا ...إنهم يستمدون قوتهم وسلطانهم منا ...ولو كانوا يستمدونها من غيرنا لاستعلوا بها كما كان يفعل النبلاء فى عصر أوربا الوسيط وأصبحوا مثلهم سمده على مجتمع من العبيد.
لقد حكت لنا كتب التاريخ عجبا عن شرطه تستمد قوتها من سلطه أعلى من شعبها ...حكت لنا عن عيونهم وهى تشع شررا ...وقلوبهم وهى تفيض كبرا ..ومترعة نفوسهم بالحماقه والغرور ...وكنا نقرأ فى كتب التاريخ عن أياديهم الغليظة وهى تصافح وجوه الناس ...وعن أقدامهم وهى تدوس ولا ترحم ...وكان التاريخ يحكى لنا أن هؤلاء الناس بدعوى حماية القانون والنظام كانوا أسرع من يدوس على القانون والنظام ..وكأن القانون لم يشرع إلا للنيل من العبيد ...الحمد لله أننا لا نعيش هذه الأيام وإنما عرفناها فقط من كتب التاريخ القديم أيام حكم الأسر الفرعونيه الظالمه ..حيث كان الفرعون عاليا فتوهم نفسه إلها يعبده شعبه وليس ملكا يخدم مصالح شعبه .
إجتاحتنى هذه الخواطر حين حملنى هذا الشرطى الشاب برفق ورجوله وموده إلى عيادة الطبيب الذى نظر لى هو الأخر بمودة شديدة وترفق بى وهو يخبرنى بعد أن أعطانى مسكنا للألم أنى فى حاجة إلى جراحه....
فصرخت لا من الآلم هذه المره ولكن لأنى لا أملك هذه الآلاف التى يتقاضاها الأطباء للجراحات...ولقد ضحك الطبيب كثيرا عندما عرضت سبب صراخى وقال لى: يبدو أنك تكثر من قراءة التاريخ حتى كأنك تعيش فيه .... يا صديقى إن هذا الزمان قد ولى وقد تعلم الأطباء اليوم ألا يتقاضوا إلا ما يكفيهم ليعيشوا بين البشر مستورين فقد وجدوا أن الرضى قد حقق لهم من السلام مالم يحققه المال لأطباء الزمان القديم....وحين علمت أن الجراحة لن تكلفنى إلا القليل جدا حمدت الله...وساعتها سمعت النداء(حى على الفلاح) فاستأذنت للصلاة فقال الطبيب ونحن جميعا معك ...وجدت الجميع يلبون النداء وإذا بى أسير وسط أمواج من البشر تلبى ...وقفت بينهم فى الصلاة وقد إتسع المسجد للجميع....وجدت روحى تسبح فى عليين فى نشوة روحية غامرة ....حيث صحوت من نومى فزعا على وكزة شديدة فى خاصرتى ...وإذا وشرر الغضب يتطاير من عينيها تصرخ فى وجهى ألا تستطيع يا رجل أن تحتفظ بالغطاء على جسدك ليلة واحدة.
مددت يدى كتلميذ خائب والتقطت الغطاء الساقط على الأرض وإحتويت به زوجتى برفق فأشاحت عنى بعنف وولتنى ظهرها ..
كانت الوكزة فى خاصرتى ما زالت تؤلمنى إلا أننى إبتسمت إبتسامة ماكرة وأنا أضع رأسى مرة ثانية على الوسادة فليل الشتاء طويل وقد يسقط الغطاء مرة ثانية فتعاودنى الأحلام من جديد

حسنى محمد أبوعيد

دماء النبلاء ** إن قبح الذنب لايمنعنا أحيانا عن ارتكابه رغم وعينا الكامل بسوء مآله


دماء النبلاء

تذكرته...... لقد كان زميلى فى الدراسة الثانوية.... ورغم تفوقه فى العلاقات الاجتماعية فقد كان فاشلا فشلا ذريعا فى النواحى العلمية والدراسية ... ولا تسل عن مقدرته الفذة على مصادقة الجميع وبالذات المتفوقين ليحصل منهم على ماتعجز قواه العقلية عن تحصيله بمفرده ...... ولم يكن سواه مندوبا عن الجميع عند المدير و المدرسين و المتحدث باسم الجميع.
رأيته الآن وهو رجل كبير فعرفته ..... يسير فى الزفة الإنتخابية مصافحا الجميع ومقبلا عليهم بنفس الكيفية التى عهدتها فيه فى القديم .... كان مظهره يبدو عليه الوفرة والنعيم .وكانت حملته الانتخابية توحى باليسار الشديد ...... وكالصقر لمحتنى عينه فعرفنى على الفور ... وبتركيز شديد اشار لى محييا وكانه لايوجد في الجمع أحد سواى .... شق طريقه وسط الجميع مصافحا ومحييا وما أن اقترب مني حتى إعتنقنى وظلت يده ممسكة بيدى وهو يصافح الناخبين المنتظرين ويبتسم فى وجوههم .... ولم يمنعه وجهه الذى كان يقبل به على الاخرين من تبادل بعض الحديث معى .... كانت مقدرته على التفرغ لى وسط هذا الحشد هائله وغير عاديه .
- أين أراضيك
- فى الدنيا
- ماذا تعمل بها
- موظف
خسارة كبرى .... رجل بمثل ذكائك ومواهبك ..... لقد كنت الاول علينا فى الدراسة . عموما لاتحاول الإفلات منى هذه الليلة فأنا أود الحديث معك .... كانت أمة من البشر قد تجمعت حوله فانتصب بينهم قائلا ببساطه شديده : - لقد عاهدت نفسى أيها الإخوه على تذليل كل عقبة تعترض أى واحد منا .... لن أقول أننا سنتفرغ لسن القوانين ...... وماذا فعلت بنا القوانين غير مزيد من الألم والاحباط ...... ولكننى أقول أننى خادم لكل فرد فى هذه الدائره لتحقيق أى مصلحه شخصيه متعثره ...... إذا لم يوجد بيننا من يمثلنا فى قضاء المصالح فلن تحل لأى منا مشكله واحده ...... لابد أن نتكاتف أيها الاخوه ليكون لنا سند قوى يحمينا ..... ومن لاسند له يتيم ضائع ...... ولن أكتفى بهذا أيها الاخوه ، بل سوف أسعى أن تكون خدمات الدوله للمواطنين كلها بالمجان ..... التعليم بالمجان . الخدمات الصحيه بالمجان فهما كالماء والهواء ..... حتى الإسكان الذى تبنيه الدوله أيها الاخوه سوف أسعى أن يكون هو الآخر بالمجان ..... أين يسكن الفقراء الذين لايجدون قيمة الايجار؟ لن أسمح بسكنى المقابر بعد اليوم .... لابد أن تتاح لكل مواطن شقة مناسبه وهذه الأسعار التى يكتوى بنارها المواطنون لابد أن تنخفض و سوف أسعى جاهدا لتحقيق ذلك ماذا يفعل الفقراء ؟ هل يموتون جوعا ؟ لن أسمح بذلك أيها الاخوه ... لابد أن يتوفر الطعام للجميع ...... لقد خلق الله الطعام لكل فم فلم تحرم منه هذه الأفواه الجائعه ؟ – تصفيق حاد وهتاف – سيروا على بركة الله أيها الاخوه ..... سوف نصنع لهذه الأمة مستقبلاً زاهرا باذن الله . ستكون أمة تحسدها جميع الأمم وسوف نكون مثلا أعلى فى تحقيق الرفاهيه والازدهار ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استمعت له تنتابنى رغبة فى مزيج غريب من الضحك والبكاء .. رأيته تلميذا – متفوقا هذه المرة – لهذه المدرسة الرهيبة التى تعمل على تحطيم كل شيئ حولها وتحطيم نفسها فى النهاية وعجبت لهذه المدرسة حين تبنى كيف يكون الخراب أصيلا داخل مظهر العمار الذى تبنيه؟
أمسك بيدى وهو لايزال يلوح للجماهير ويصافحهم :-
• أوليس لك عمل اضافى خارج نطاق الوظيفة ؟
• كلا .
• رجل مثلك يبدد مواهبه هكذا وكيف تعيش فى هذه الآيام الصعبه؟
• الحمد لله.
• على كل حال نحمد الله.....ولتقابلنى غدا فعندى لك مشاريع كبرى ان شاء الله . !!!
ووضع في يدي كارت به العنوان و صافحني قائلا :-
ألقاق في الرابعة مساء إن شاء الله
لم لم أرفض ؟ ولم لم أطرح هذا الكارت جانبا ؟ ولم ذهبت فى الموعد المحدد تماما لمقابلته ؟
لست أدرى!!!
استقبلنى كعادته مرحبا بابتسامته المعهوده .
لن أضيع كثيرا من وقتك ولكنى أعرض عليك إدارة أعمالى فى الآرض التى أمتلكها فى مشروعات الآراضى الجديده وهى عبارة عن أربعة أسهم مساحتها أربعون فدانا وسوف أسعى إن شاء الله فى الحصول لك على سهم بعشرة أفدنة ..... فكر فى الأمر ولا أعتقد أن عملك الرسمى يعوقك فهو كما أعتقد لايشغل من وقتك الكثير.... وسوف أنتظرك فى نفس المعد غدا إن شاء الله لأعطيك فرصة لتدبر أمرك والتفكير...... مد لى يده مودعا ، صافحته وانصرفت!!!
يبدو أننا نسير فى حياتنا كثيرا ضد كل شيء نؤمن به ونعتقده .... إن قبح الذنب لايمنعنا أحيانا عن ارتكابه رغم وعينا الكامل بسوء مآله...... وجدت نفسى أذهب فى الموعد المحدد وقد وافقت ..... ونظرت حولى فاذا الجميع قد وافقوا منذ زمن بعيد .....اننا جميعا موافقون .. جمعتنا جميعا مصلحة عاجلة غبية لانملك إزاءها المقاومه . بل لعلنا إلى التنافس فى تحصيلها أقرب.... لقد شعرت بأنى جزء من نسيج متحلل فاسد ولاأمل يرجى من محاولة اصلاحه . وسوف تدفع الحياة حتما بعناصر جديده تستطيع أن تقول لا... وهي إن سالت دماؤها بغزارة إلا أنها تصنع الحياة وتعطيها سرها وعظمتها........ ان وجه الآرض قد إزور عنى بنفور واشمئزاز ...... وأصبحت أراه ينظر فى ترقب ولهفة وعطش دماء النبلاء.


حسنى محمد أبوعيد

المتهم



المتهم

احتدم وكيل النيابة وهو يوجه لى قرار الإتهام وحين فرغ سألنى القاضى مذنب أم غير مذنب ؟ فنظرت إليه بذهول شديد وقلت : غير مذنب ......... وكلت المحكمة محاميا للدفاع عنى ورفضت طلبى بالدفاع عن نفسى . أتهمتنى النيابة أنى أسير الهوينا على شاطىء البحر وذكرت أن شهودا كثيرين رأونى وأنا أستنشق الهواء وأملأ منه صدرى ورئتى ......... ورأى أخرون أنى كثيرا ما أتأمل النجوم فى السماء وأننى أنظر دائما إلى الأفق البعيد ........ ورآنى آخرون وانا أنظر بشغف إلى الأشجار والأطيار وأنى أقضى الساعات مع الأزهار .......
وأذن القاضى للمحامى بالدفاع ........ أنكر المحامى كل التهم الموجهه ضدى وأقسم بأغلظ الأيمان أننى لا أسير مطلقا على شاطىء البحر وغاية أمرى إذا أشتقت لرؤية الماء أن أسير إلى جدار بركة أو مستنقع ....... وأن حبى لهواء البرك والمستنقعات ملك على شغاف قلبى .......... أما عن كونى أتأمل نجوم السماء فقد حاول المحامى أن يثير عطف المحكمة فقال أنظروا لهذا المسكين كيف يستطيع أن يرى نجوم السماء وهو يمشى منكس الرأس بل أكد لهم أننى لا أستطيع أن أرى النجوم فى السماء لأن نظرى واهن ضعيف .
ثم أردف : كيف يستطيع أن ينظر إلى الأفق البعيد من لا يستطيع أن يرى أبعد من تحت قدمه ؟ أما عن شغفى بالأشجار فلم ينكر المحامى هذا . وإنما تأول هذا الشغف بحبى الأشجار كمصدر للطاقة ولصناعة الموبيليا , وقال : أن موكلى ما نظر مرة إلى شجرة خضراء إلا وتمنى من صميم قلبه أن يراها مقطوعة ممزقة الأوصال ........ اما بالنسبة للطيور فقد احتدم المحامى وهو يشرح للمحكمة أن شغفى بالطيور يرجع إلى حرمانى الشديد من أكل اللحوم وأننى ما نظرت إلى طائر إلى وتمنيت أن يكون مشويا أمامى أو محمرا
وأضاف المحامى : أما ما يقال عن الساعات الطويلة التى يقضها مع الأزهار فذلك سبب لا يرجع بالمرة إلى جمال الأزهار أو لطيب رائحتها بل أن ذلك الأهتمام الشديد يرجع إلى أسباب علاجية فالأزهار كما تعلمون حضراتكم مصدر للأدوية ........ وأكد المحامى أنى لا أطيق منظر زهره قائمة على ساقها ....... وأنى لا أحب فى الورد سوى الأشواك وحكى أن ثورا دخل مرة إحدى الحدائق وأخذ يدهس أزهارها الغضة ويحطم فيها كل تنسيق وجمال وذكر أنى شاهدت هذا الحادث وكنت سعيدا وجذلا بما فعله الثور ..
وأكد المحامى للمحكمة أنى من فرط سعادتى كنت أريد مصادقة هذا الثور لولا أنه نطحنى بقرنة فالثور كما تعلمون حضراتكم تصعب جدا مصادقته والإطمئنان التام إليه .. وأراد المحامى أن يسترسل فى وصف الثيران ويعدد أنواعها وأوصافها إلا أن القاضى زجرة لخروجه عن الموضوع . فإعتذر بأن الحماس أخذه لشدة حيوية الموضوع بالنسبة له وقال : من هنا ياسيادة القاضى تجد أن موكلى إنسان طبيعى جدا .... ينتمى إلى مجتمعه ويحبه تمام الحب .. وهو فرد عادى كأى فرد .. ولا يخطر فى قلبة مجرد خاطر غير مألوف وغير طبيعى .. وطالب لى بالبراءة مع أخذ التعهدات الكافية ألا أشاهد إلى جدار نهر أو جدول . أو ينشرح صدرى للنسيم أن أغض طرفى عن الأشجار والأطيار وألا أرفع رأسى إلى نجم فى السماء , وأكد للقاضى أننى كذلك فعلا وهكذا مضت بى الحياة فيما مضى من السنين .
عقب وكيل النيابة على مرافعة الدفاع بإنفعال شديد وإتهم الدفاع بطمس معالم الحقيقة وأنه لم يقدم دليلا ماديا واحدا يثبت براءة المتهم مما هو منسوب إليه .. وأضاف أن هذا المتهم ينتمى إلى عالم آخر غير العالم الذى نعيش فيه وأن ولاءه لهذا العالم الآخر وليس لعالمنا وحق على المحكمة أن تدينه بتهمة الخيانة العظمى وطالب لى بعقوبة الإعدام شنقا حتى الموت . وفى صمت كامل انتظرت صدور الحكم .
حسنى محمد أبوعيد

الأحد، 2 مايو 2010

فاشل


فاشل
لست ادرى اى شيطان ذلك الذى يتتبعنى خطوة خطوة ليفسد على كل عمل اقوم به، هذا رغم انى ابذل جهدى بكل اخلاص وصدق . لم اكن اعلم حين اردت الحصول على ترخيص معين انه لابد من تقديم رشوة لمسئول كبير ، ترددت على مكتبه يوميا لمدة شهور وفى كل يوم كنا نكتشف اما نقصا فى الاوراق او الدمغة او احد الاختام او غياب موظف.......الخ .
ولما كنت ارى كثيرين غيرى يستخرجون الرخصة فى وقت اقل من ذلك بكثير بل ان بعضهم يستخرجها فى نفس اليوم رحت اتلمس ، نصحنى ناصح ان اضع فى يد المسئول مبلغ من المال ، وفى الحقيقة انا لم ادفع فى حياتى رشوة لاى انسان ولا اعلم كيف تدفع الرشوة ولا كيف يقبل موظف كبير كهذا على نفسة ذلك، الا انى تقدمت ودخلت عليه المكتب بخطى ثابتة فقد كنت اتصور ان الامر سينقضى فورا .تقدمت منه بجديه تامه فانا جاد بطبعى ولا اميل الى العبث ومن عادتى ان اصل الى المطلوب بلا لف او دوران اختصارا للوقت ورغبة فى سرعة الانجاز . وقلت له بصراحة ارجو ان تعذرنى لانى طيلة هذة الشهور لم اكن اعلم ان سعادتك مرتشى واؤكد لك انى لم اعلم الا بالامس فقط ، ولقد اعدت لسيادتك الرشوة المطلوبة لانجاز الترخيص الذى تاخر حوالى ستة شهور لغبائى الشديد ولكن الحمد لله الذى دلنى على ابن الحلال الذى قال لى ان سعادتك لا تقضى اى عمل بدون ذلك ، واننى يا افندم طوع امرك وهاك المبلغ وارجو ان تعده وتتاكد منه قبل توقيع الترخيص........ الا هنا كنت اعتقد ان الامور تسير فى مجراها الطبيعى تماما . لم اكن اتوقع سوى ان يتناول منى الرشوة كما سبق ان تناولها من الاف غيرى وينتهى الامر بسلام ، الا ان الذى حدث عكس ذلك تماما ، فقد فغر الرجل فاه على اخرة وتدلى فكه واتسع حدقتاه ، وتغيرت سحنته حتى لكانه يرى امامه شيطان او عفريت من الجن ، ولما كان الرجل يحملق بطريقة غريبة فقد ظننت انه ينظر الى شبح خلفى سبب له تلك الحاله من الذعر ، الا انى حين نظرت خلفى لم اجد شيئا على الاطلاق، كان الامر طبيعيا تماما فيما عدا هذا التحول الغريب والفجائى على سحنة الرجل ، وحين سالته باشفاق شديد هلى يحس تعبا ما ؟ انتفض من فوق كرسيه واقفا واسند يديه على المكتب وصاح :اتسخر منى ايها المجرم؟ ولقد ذهلت فى الحقيقة لمسلك الرجل فاننى لم احاول مطلقا ان اسخر منه بل كنت اشعر انى اتنم صفقه كلنا فيها رابح ، وكنت اظن ان المرتشى لا تزعجه الرشوة مطلقا والا ما اقدم عليها ، وحين حاولت ان اشرح له الامر وابين له انى لا اسخر منه بل كل ما فى الامر انى اقدم له اللازم لانجاز مصلحه لا ينجزها سعادته الا بذلك ، انقض علي كالمجنون ليفتك بى ، ورغم انى انطلقت هاربا باقصى سرعه الا انه ظل يطاردنى ويصرخ المجنون..المجنون ، ظللت اجرى واجرى حتى بعد ان كف عن مطاردتى ، فقد ايقظت صرخته ...المجنون ...ذكرى حادثة مشابهه حدث لى فى القريب ، فلما كنت شابا قويا واحس ان الدماء تسرى ملتهبه فى عروقى وكنت ارى كثيرا مما يفعله الشباب مع فتيات الليل وكنت اسمع اقاصيصهم عن ذلك، انتابنى شوق شديد لخوض ذلك العالم الغامض كى ارتشف منه بعض قطرات من الملذات ، وكفاك حرمان يا هذا واشياء من هذا القبيل ، هذا علما بانى لم اغازل فى حياتى امراة او امارس هذا النوع من العلاقات التى يسمونها حبا ، الا انى لابد ان اعترف ان ذلك حخدث رغم انفى ، فالذى يحدث دائما بعد محاولة الحديث من جانبى مع اى انثى هو انصرافها عنى تماما ، وحينما كنت احاول ان اتكلف الظرف والابتسام واغرق فى لاضحك على اشياء اقولها انا او يقولها غيرى ، كان يصيب الجميع حالة من الوجوم التام كرد فعل لمحاولتى الاستظراف ، كنت اصمت بعدها كمن القى على قفاه دلو ماء ، واشعر بتعاسة شديدة ووحدة وانقطاع مريرين ، الا انى قلت هؤلاء بنات الهوى وهن للجميع ، من يدفع ياخذ، والمسالة بالنسبة لهن مسالة تجارية بحتة وليس ما يدعونى معهن الى محاولة التظرف واظهار شخصية اخرى خفيفه الروح بخلاف شخصيتى ، ولمحتها على طريق الكورنيش فى تلك المواقف التى يبدو ان كثيرين يعرفونها ودلنى عليها احد الخبراء فى ذلك الفن الجديد على تماما ، انطلقت نحوها كالسهم المارق واخرجت من جيبى مبلغا من المال وقدمته لها داخلا فى الموضوع راسا ، كنت طبعا اتوقع منها الاستجابة المباشرة فهى ما وقفت هذا الموقف الا من اجل هذا ، الا انه يبدو ان شيئا ما يجعل هؤلاء الشياطين يتصنعون معى العفه ، فقد نظرت لى بقسوة واهوت عليا بكفها واتبعت ذلك ببصقة عنيفة واخذت تصرخ ، ولم اكذب الخبر فصرت اجرى وهى تصرخ .. المجنون .. المجنون .. تذكرت ذلك وانا اجرى للمرة الثانية مطاردا بنفس الصراخ ، واقسم انى لست بمجنون ، ولكنى اعلم ان هؤلاء الناس فى منتهى الفساد والانحطاط وهم يعلمون ذلك ولا يخجلون منه ، ويبدو اننى لن استطيع مطلقا ان افهم لم يرفضون التعامل معى انا بالذات .

حسنى محمد ابو عيد

السبت، 1 مايو 2010

ماذا حدث عندما حكمت أمريكا العالم


ماذا حدث عندما حكمت أمريكا العالم
لعل الشيطان نظر إلى نظامنا الأمريكي في الحياة وقال :-
لقد أن لي أن أستريح .. إننا نظام مبني على القسوة ؛ ومن يرد النجاح عندنا فلينزع الرحمة من قلبه .. هكذا بدأنا عندما نزحنا إلى هذه البلاد ، ليس البقاء إلا للأقوى .. كنا نظلم بقوه ، وكنا نسحق بقوه . ولم يكن هذا الظلم وتلك القسوة خاصة بذلك الجنس المتخلف من الهنود الحمر .. بل كان الذي يضعف فينا فلا مكان له ، يجرفه طوفان القسوة الظالم العربيد .. لقد بدأنا حياتنا بالظلم القوى الساحق وحصلنا به على السلطة والثروة .. إننا نحمي السلطة و الثروة برجال لا ترحم .. مقياس النجاح في رجالنا هو انعدام الرحمة؛ و خلو قلبهم من هذا المرض المدمر لسلطاننا وثروتنا .
بل إن الرحمة مدمرة للابتكار والإبداع .. وهي مرض يصيب المجتمع بالخمول والتواكل والذبول . ولكني أعترف بحزن شديد أن الرحمة يبدوا أنها خدعه حقيقية داخل النفس البشرية ، ولقد وجدنا حلاً لهذه المشكلة المدمرة فلم نكبتها ولكن جعلنها تتنفس في حب القطط والكلاب وحين نشرب دماء الضعفاء من البشر بكل لذة نجد أعيننا تدمع لرؤية قطة مسكينة أصابها جرح أدمى جسدها بل أننا نخضع المسئول عن هذا الجراح الدامي للمساءلة القانونية .. إننا نظام لا يحب ولا يرحم إلا القطط والكلاب وحين خلت قلوبنا من الرحمة ، ابتكرنا شيئا أخر طريفاً نقيم به ما أعوج من الميزان .. لقد أبتكرنا حقوق الإنسان .. ولا نقصد بها إلا منع الرحمة أن تعاود قلوبنا من جديد فحقوق الإنسان عندنا هي الأخرى سلطة غشوم تنصب في مجرى القسوة والظلم الذي نحطم به الجماجم و الرؤوس

حسني محمد أبوعيد
hosnyaapoaeed@yahoo.com

الجمعة، 9 أبريل 2010

أولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى

ُأولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى
كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين رجل لا يشتهي المعصية و لا يعمل بها أفضل أم رجل يشتهي المعصية و لا يعمل بها ؟
فكتب عمر رضي الله عنه إن الذين يشتهون المعصية و لا يعملون بها
(أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى)

الجمعة، 26 مارس 2010


الانحراف عن الحق

إن الانحراف عن الحق و الانحراف عن العدل في الحكم إنما هو انحراف عن الحق والنظام الذي قامت عليه السموات والأرض و هو أمر عظيم إذن وشر كبير واصطدام مع القوة الكونية الهائلة لابد أن يتحطم في النهاية ويزهق فما يمكن أن يصمد ظالم باغ منحرف عن سنة الله ونظام الكون وطبيعة الوجود .. ما يمكن أن يصمد بقوته الهزيلة لتلك القوة الساحقة الهائلة ،و ولعجلة الكون الجبارة


المنبوذ

أما لهذه التعاسه من نهاية .......هربت من شقائي في مظاهر الدين كلها لعلى أجد فسحه في صدري من هذا العذاب...تتلمذت على يد اخوانى فعلموني كما ينبغي.... أصبحت صارما حدا كسيف...ان اخوانى يعرفون الحق ويلتزمون بحذافيره ولكن مبال التعاسه لا يفرغ لها معين لااجد متنفسا لشقائى سوى تلك الأوقات التي ازجر فيها الناكبين عن الطريق أتصنع معهم الحلم وقلبي يود تمزيقهم أجد لذة في ازلالهم بما احمله من علم نفيس ولقد شاهدت هذا الشيخ وهو يعطى درسا لنساء وينظر في وجوهن كيف يسمح لنفسه ان يجلس وسط هذا الجمع الحاشد من النساء ولعل فيهن الجميلات البيضات الناعمات( ملعون هذا الرجل !) قد حاد عن الصراط واجتهد عندما حاول الانصراف بفعل المعيب المخالف في شرع الله استمع لي صامتا مطرقا برأسه متمتما سرا بشفتيه لم يقاطعني ولم يجادلني فارتبكت واختلجت شفتاي وارتعشت يداى قال لي: هل فرغت يتبنى. قلت: نعم قال لولا ضيق الوقت لكنت معك أكثر لتفرغ بعض ما في قلبك من هم ثقيل صرخت في وجهه ولكنك لم تقل رأيك في نصيحتي وهل ستجعل بينك وبين النساء حاجزا أم لا ؟
قال لي: ليس الأمر يا بنى أمر حاجز بيني وبينهم ولكنه حاجز بينك وبين التكيف مع الحياة اسأل الله إن يعفو عنك لتنعم بالسلام الذي تفقده والقي السلام وانصرف واثقا مطمئنا تاركا اياى للقلق والعذاب ذكرني قوله بشيخ أخر كان لا يتورع عن مخالطه الناس ومشاركتهم أفراحهم أحيانا وكانوا يهشون له ويحبونه عندما زجرته زجرا شديدا لترخصه هذا قال يا بنى هذا الدين الذي يدعو إليه بهذا السلوك العملي يقضى تماما على حجج البشر في عدم إتباعه أما الدين الذي تمثله أنت بهذا السلوك الغبي فلا يسير في طريقه إلى مجموعه من المرضى بعدم التكيف مع الحياة وهم بسلوكهم ليقدمون سوى النموذج المرفوض من كل شخصيه سويه......والفطرة السليمة تمج زوقهم وجلا فتهم .....وألقى السلام وانصرف واثقا مطمئنا تاركا اياى لقلق والعذاب

الأربعاء، 24 مارس 2010


القناع
منذ حداثتي وانا مقيد بقيود لااستطيع الفكاك منها 000 على وجهي جدية في سلوكي.. وقار بين ضلوعي نار..رماد الرزانة والتعقل يخفى نارا مازالت حية.... حياتي عديمة اللون والطعم والرائحة.... طبخة غير مسبوكة وغير متبله أنت أيتها الأيام الماضية... تسرب عمري بين اصابعى كماء تسرب من غربال...أنا غير موجود في الحقيقة شبح زائف يخفى حقيقة كامنة. .... حياتي تمثيلة كاذبة أكرهت أن تكون عاقلة وحكيمة فأين يذهب بحار الجنون الذي يمتد في داخلي.... إني أختنق وأموت موتا بطيئا من جراء هذا الدور الكاذب الذي أمثله..... مالي لا أستطيع أن أكون نفسي......
ما طبيعة هذه الأغلال التي تقهرني قهرا فأعيش كذئب عاقل وديع هل خدعت الناس حقيقة أم الناس هم الذين خدعوني لقد لفقوا لي كذبة عن نفسي فصدقتها فعشت كالحمل الوديع ...... أكلت الأعشاب وتركت لهم الفرائس السمان..... طعم العشب في فمي وأنيابهم تمزق اللحوم لم يخدعوني أنا الذي خدعت نفسي وقلت لهم إخدعونى آه إنهم من البداية يعلمون أنى اشتهى الافتراس ... لابد أنهم كانو يضحكون على ذقني أنا أغض طرفي عن الحمل السمين لقد كانوا يعلمون أنى انظر إليه من طرف خفي وأتمنى أن تنهش انيابى وتطحنه ضروسي... أنا أغض الطرف وهم يسخرون ويضحكون مااضيع الأيام التي مثلت فيها هذا الدور الرخيص لقد علمت الآن اننى لست الا كذبة رخيصة فما بالى لااستطيع أن أكون نفسي 00000 حتى الآن لااستطيع أن أواجه الناس بوجهي الحقيقي فما زلت أواجههم بالوجه الكاذب الذي يريدون أن يروه 000 ما هذه القوة الرهيبة التي تمنعني من الكينونة 0000قال حكيم مرة لايعرف لذة الامتناع مثلا يقدر على التعاطي 000 ولقد علمت أنى غير قادر على التعاطي 000 فضيلتي نفاق 00 وحياتي جبن وخوف 0000 فضيلتي كانت خوف من البشر فضاع عمري بين قوسين أو كان وقتا لايحتسب 000 سأحطم كل اغلالى ولكن ما بال الذراع واهنة 0000 سألقى بنفسي بين الأمواج ولكن ما بال قلبي ينتفض ما استطاعت يدي كسر الأغلال وما أطاق قلبي صراع الأمواج 00تصلبت المرارة في قلبي وصارت قوقعة0000 سار الحق في يدي سيفا صارما وعلى وجهي عبوسا وغلظة 00 وفى صدري ضيق وغليان 000 قال لي حكيم مرة أخرى (الحق في وجوه أصحابه نور وفى أيديهم مصابيح هدى وفى صدورهم سلامة وطمأنينة) فضحني الحكيم كانت عيناه تفضح مابداخلى 00 كان يبدو انه يعرف عن نفسي أكثر مما اعرف 0000أشهرت سيفي في وجهه فلم تطرف له عين 00 كان ثابتا ألجمني ثباته 00لكم أخاف سيفي هذا الكثيرين00 وجدت مكانه لنفسي مكانه بهذا السيف 000 عوضني خوف الناس منى عن العجز والضياع 00 لكن الحكيم ردني إلى الحقيقة التي كنت اهرب منها دائما 000 قال لتكن بواعثك اجدربالعناية من أفعالك نفسها000 قلت له وما الحل؟ فانىانشد لسكينة من صميم قلبى00 قال الحكيم 000 (سر عاريا)
في شوارع المدينة وأول مرة في حياتي أجد عزيمة هائلة على فعل شيء مجنون000 نزعت عن ثيابي وانطلقت 000 سالت الدماء من وجهي فقد تقاذفني الأولاد بالحجارة وتجمعوا حولي بالمئات ويتفون لي بالجنون ولكني سرت في طريقي ماضيا " رأيت في هذا اليوم كل أوان الانفعالات رأيت الغضب واللاهية والسخرية والازدراء ورأيت أيضا العطف والشفقة ولو في أعين قليلة 000 رجعت إلى بيتي متعبا مكدودا تسيل من وجهي الدماء وتبعني الأولاد يقذفون بيتي بالحجارة إلااننى أحسست بمذاق جديد للحياة ونظرت في ألمرآه فوجدت وجهي الجديد فعرفته وضحكت لأول مرة من اعماقى.

حسني أبو عيدhosnyaaboaeed@yahoo.com

القناع



القناع
منذ حداثتي وانا مقيد بقيود لااستطيع الفكاك منها 000 على وجهي جدية في سلوكي.. وقار بين ضلوعي نار..رماد الرزانة والتعقل يخفى نارا مازالت حية.... حياتي عديمة اللون والطعم والرائحة.... طبخة غير مسبوكة وغير متبله أنت أيتها الأيام الماضية... تسرب عمري بين اصابعى كماء تسرب من غربال...أنا غير موجود في الحقيقة شبح زائف يخفى حقيقة كامنة. .... حياتي تمثيلة كاذبة أكرهت أن تكون عاقلة وحكيمة فأين يذهب بحار الجنون الذي يمتد في داخلي.... إني أختنق وأموت موتا بطيئا من جراء هذا الدور الكاذب الذي أمثله..... مالي لا أستطيع أن أكون نفسي......
ما طبيعة هذه الأغلال التي تقهرني قهرا فأعيش كذئب عاقل وديع هل خدعت الناس حقيقة أم الناس هم الذين خدعوني لقد لفقوا لي كذبة عن نفسي فصدقتها فعشت كالحمل الوديع ...... أكلت الأعشاب وتركت لهم الفرائس السمان..... طعم العشب في فمي وأنيابهم تمزق اللحوم لم يخدعوني أنا الذي خدعت نفسي وقلت لهم إخدعونى آه إنهم من البداية يعلمون أنى اشتهى الافتراس ... لابد أنهم كانو يضحكون على ذقني أنا أغض طرفي عن الحمل السمين لقد كانوا يعلمون أنى انظر إليه من طرف خفي وأتمنى أن تنهش انيابى وتطحنه ضروسي... أنا أغض الطرف وهم يسخرون ويضحكون مااضيع الأيام التي مثلت فيها هذا الدور الرخيص لقد علمت الآن اننى لست الا كذبة رخيصة فما بالى لااستطيع أن أكون نفسي 00000 حتى الآن لااستطيع أن أواجه الناس بوجهي الحقيقي فما زلت أواجههم بالوجه الكاذب الذي يريدون أن يروه 000 ما هذه القوة الرهيبة التي تمنعني من الكينونة 0000قال حكيم مرة لايعرف لذة الامتناع مثلا يقدر على التعاطي 000 ولقد علمت أنى غير قادر على التعاطي 000 فضيلتي نفاق 00 وحياتي جبن وخوف 0000 فضيلتي كانت خوف من البشر فضاع عمري بين قوسين أو كان وقتا لايحتسب 000 سأحطم كل اغلالى ولكن ما بال الذراع واهنة 0000 سألقى بنفسي بين الأمواج ولكن ما بال قلبي ينتفض ما استطاعت يدي كسر الأغلال وما أطاق قلبي صراع الأمواج 00تصلبت المرارة في قلبي وصارت قوقعة0000 سار الحق في يدي سيفا صارما وعلى وجهي عبوسا وغلظة 00 وفى صدري ضيق وغليان 000 قال لي حكيم مرة أخرى (الحق في وجوه أصحابه نور وفى أيديهم مصابيح هدى وفى صدورهم سلامة وطمأنينة) فضحني الحكيم كانت عيناه تفضح مابداخلى 00 كان يبدو انه يعرف عن نفسي أكثر مما اعرف 0000أشهرت سيفي في وجهه فلم تطرف له عين 00 كان ثابتا ألجمني ثباته 00لكم أخاف سيفي هذا الكثيرين00 وجدت مكانه لنفسي مكانه بهذا السيف 000 عوضني خوف الناس منى عن العجز والضياع 00 لكن الحكيم ردني إلى الحقيقة التي كنت اهرب منها دائما 000 قال لتكن بواعثك اجدربالعناية من أفعالك نفسها000 قلت له وما الحل؟ فانىانشد لسكينة من صميم قلبى00 قال الحكيم 000 (سر عاريا)
في شوارع المدينة وأول مرة في حياتي أجد عزيمة هائلة على فعل شيء مجنون000 نزعت عن ثيابي وانطلقت 000 سالت الدماء من وجهي فقد تقاذفني الأولاد بالحجارة وتجمعوا حولي بالمئات ويتفون لي بالجنون ولكني سرت في طريقي ماضيا " رأيت في هذا اليوم كل أوان الانفعالات رأيت الغضب واللاهية والسخرية والازدراء ورأيت أيضا العطف والشفقة ولو في أعين قليلة 000 رجعت إلى بيتي متعبا مكدودا تسيل من وجهي الدماء وتبعني الأولاد يقذفون بيتي بالحجارة إلااننى أحسست بمذاق جديد للحياة ونظرت في ألمرآه فوجدت وجهي الجديد فعرفته وضحكت لأول مرة من اعماقى.

حسني أبو عيدhosnyaaboaeed@yahoo.com

الأحد، 14 مارس 2010


طريق السعادة
نصل الحياة الدنيا بالحياة الآخرة . و نرى الموت نقلة من عالم الفناء إلى عالم البقاء . وخطوة يخلص بها المؤمن من ضيق الأرض إلى سعة الجنة . ومن تطاول الباطل إلى طمأنينة الحق . ومن تهديد البغي إلى سلام النعيم . ومن ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين
طريق السعادة
نصل الحياة الدنيا بالحياة الآخرة . و نرى الموت نقلة من عالم الفناء إلى عالم البقاء . وخطوة يخلص بها المؤمن من ضيق الأرض إلى سعة الجنة . ومن تطول الباطل إلى طمأنينة الحق . ومن تهديد البغي إلى سلام النعيم . ومن ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين

من تجلد و قلبه ساخط على القضاء فليس بصابر

الصلاة على النبي
عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده أن رجلاً قال : يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك ؟ قال : " نعم إن شئت " . قال : الثلثين ؟ قال : " نعم " . قال : فصلاتي كلها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذاً يكفيك الله ما همك من أمر دنياك وآخرتك " . ** رواه الطبراني وإسناده حسن .

الخميس، 4 مارس 2010

مدام سوزى

مدام سوزى

لم تكن مدام سوزى زوجة الجراح العظيم دكتور حسام بقادرة على ادخال السعادة على قلبه بحال .... ولعله هو الاخر لم يكن من ذلك النوع القادر على صنع البهجة فى حياة النساء ، لذا كانت حياتهما معا راكدة كمستنقع .. ولم تكن عنايتها الشديدة بملابسها وماكياجها واهتمامها الشديد بمظهرها ، لم يكن كل ذلك بقادر على احداث تغيير فى صميم الحياه ... وقد استقر بها الامر ان ترضى بالاسباب كغاية ، فصرفت كل همها على الابهه والمظاهر ..... الا ان ذلك الشىء الغامض بداخل النفس البشرية لابد له من ان يتنفس والا استحال الى مرض معضل . لذا رغم المظاهر والبهه وكل شىء الا ان مدام سوزى بدات تشكو من ضيق شديد وملل ونوبات قاسيه من الصداع النصفى المؤلم.

ولما كانت مشاكل الدكتور حسام كمدير لمستشفى ضخم تكفيه شر مجالسه امرأه لا عطر لها ، فلم تجد سوى معرفها تستجديهم الصحبه .. الا انها فشلت كما هو عهدها دائما فى عقد صداقات وعلاقات حميمه ، فانحصرت كل علاقاتها مع زوجات الاطباء والعاملين مع زوجها بالمستشفى . ولم يكن سوى هؤلاء لديهم الرغبه فى اى صداقه مع مدام سوزى. ولقد جعلها اهتمامهم بها توحى لنفسها انها شخصيه محبوبه ومرغوبه.... وحينما كانت تلقى فى وجوههم بعظاتها ونصائحها – بطريقتها المترفعه- كانوا يستمعون اليها وكانهم فى حاجة ماسه لكل ما تقول .

وقد احس الدكتور حسام براحه شديدة لانشغال زوجته عنه ، وعندما وجد ان الاعراض المرضيه التى تنتابها بدأت تخف حدتها طلب من زوجه المدير الادارى بالمستشفى وهى امراه بارعه ، ان توحى لها بممارسه العمل الاجتماعى ومعها هذه الجوقه الهائله من نساء العاملين بالمستشفى .

وقد انطلقت مدام سوزى وبرعايه المراة البارعه فى مجالات العمل الاجتماعى .... وكان مجرد ذكر اسم زوجها ونفوذه كفيلا بفتح مغاليق الامور العصيه . وطار صيت مدام سوزى فى الافاق كمصلحه اجتماعيه كبرى ، وتجاذبتها الانديه الخاصه التى تختار اعضاءها بعنايه ، وحين وجدت ان الامور اصبحت متاحه لم تتوانى عن الدخول فى ميدان الخطابه ، حيث كانت المراه البارعه تعد لها اللازم فى كل مناسبه ، وكان من يقدر لهم الله الوقوع فى مصيبه الاستماع لها يشعرون بمزيج من الغيظ الشديد والرثاء... وانهالت عليها الجوائز محليا وعالميا وغمرها التكريم من كل حدب وصوت . اما الدكتور حسام فكان يجلس فى اوقات راحته مادا ساقيه بارتياح شديد واضعا سيجارا فخما فى فمه مرددا بينه وبين نفسه وهو يبتسم ان الله قد حبى المدير الادارى حقا بزوجه بارعه .

حسنى محمد ابو عيد

الأربعاء، 3 مارس 2010


أحلام ليالى الشتاء

أحسست فجآة بألم بالغ فاعتمدت بطنى بكلتا يدى ، وصرخت من شدة الآلم
قبل أن أهوى الى الأرض فى طريق شبه خالى من الماره.......أوقف رجل الشرطة سيارته وأقبل نحوى باهتمام شديد...لقد كان شابا رفيع المرتبه...جم الأدب ...اعتمدت على ذراعه وقادنى بسيارته الى أقرب طبيب ..حيث شكرته من أعماق قلبى فودعنى راجيا لى الشفاء ثم انصرف....ما أشد حبنا لهؤلاء الناس ...لقد كرسوا حياتهم لحمايتنا وخدمتنا ...انهم يستمدون قوتهم وسلطانهم منا ...ولو كانوا يستمدونها من غيرنا لاستعلوا بها كما كان يفعل النبلاء فى عصر أوربا الوسيط وأصبحوا مثلهم سمده على مجتمع من العبيد.
لقد حكت لنا كتب التاريخ عجبا عن شرطه تستمد قوتها من سلطه أعلى من شعبها ...حكت لنا عن عيونهم وهى تشع شررا ...وقلوبهم وهى تفيض كبرا ..ومترعة نفوسهم بالحماقه والغرور ...وكنا نقرأ فى كتب التاريخ عن أياديهم الغليظة وهى تصافح وجوه الناس ...وعن أقدامهم وهى تدوس ولا ترحم ...وكان التاريخ يحكى لنا أن هؤلاء الناس بدعوى حماية القانون والنظام كانوا أسرع من يدوس على القانون والنظام ..وكأن القانون لم يشرع الا للنيل من العبيد ...الحمد لله اننا لا نعيش هذه الآيام وانما عرفناها فقط من كتب التاريخ القديم ايام حكم الأسر الفرعونيه الظالمه ..حيث كان الفرعون عاليا فتوهم نفسه الها يعبده شعبه وليس ملكا يخدم مصالح شعبه .
اجتاحتنى هذه الخواطر حين حملنى هذا الشرطى الشاب برفق ورجوله وموده الى عيادة الطبيب الذى نظر لى هو الآخر بمودةشديدة وترفق بى وهو يخبرنى بعد أن أعطانى مسكنا للألم أنى فى حاجة الى جراحه....
فصرخت لا من الآلم هذه المره ولكن لأنى لاأملك هذه الآلاف التى يتقاضاها الآطباء للجراحات...ولقد ضحك الطبيب كثيرا عندما عرضت سبب صراخى وقال لى :يبدو أنك تكثر من قراءة التاريخ حتى كأنك تعيش فيه ....يا صديقى ان هذا الزمان قد ولى وقد تعلم الأطباء اليوم ألا يتقاضوا الا ما يكفيهم ليعيشوابين البشر مستورين فقد وجدوا أن الرضى قد حقق لهم من السلام مالم يحققه المال لأطباء الزمان القديم....وحين علمت أن الجراحة لن تكلفنى الا القليلجدا حمدت الله...وساعتها سمعت النداء(حى على الفلاح) فاستأذنت للصلاة فقال الطبيب ونحن جميعا معك ...وجدت الجميع يلبون النداء واذا بى أسير وسط أمواج من البشر تلبى ...وقفت بينهم فى الصلاة وقد اتسع المسجد للجميع....وجدت روحى تسبح فى عليين فى نشوة روحية غامرة ....حيث صحوت من نومى فزعا على وكزة شديدة فى خاصرتى ...واذا وشرر الغضب يتطاير من عينيها تصرخ فى وجهى ألا تستطيع يا رجل أن تحتفظ بالغطاء على جسدك ليلة واحدة.
مددت يدى كتلميذ خائب والتقطت الغطاء الساقط على الأرض واحتويت به زوجتى برفق فأشاحت عنى بعنف وولتنى ظهرها ..
كانت الوكزة فى خاصرتى ما زالت تؤلمنى الا أننى ابتسمت ابتسامة ماكرة وأنا أضع رأسى مرة ثانية على الوسادة فليل الشتاء طويل وقد يسقط الغطاء مرة ثانية فتعاودنى الأحلام من جديد
حسنى محمد أبوعيد

الثلاثاء، 2 مارس 2010

بالروح بالدم

بالروح بالدم

عندما فشلت فى الحصول على رضا السيد وكيل الوزارة ..اجتاحنى الهم من جميع اقطارى وملا الحزن قلبى واحسست بالمذلة والهوان والضياع ..وحبن استيقنت ان احساسى بالمسؤلية اذاء مصالح الناس واهتمامى بهم لا يقدم لى شئا على الاطلاق قررت ان اوجه اهتمامى لا الى اسفل كما هو عهدى دائما ولكن الى اعلى حيث الشرف والحظوة.واخذت قرارى واقدمت بلا تردد ووضعت خطة محكمة ..كان مفادها ان استاجر عشرة افراد من البلطجية الذين يجيدون الهتافات ورفع الشعارات واضعهم فى طريق السيد الوكيل وهو قادم الى المصلحة صباحا واقف بينهم نردد الهتاف والمديح لسيادته ..ولقد حرصت على تلقينهم هتافات خاصة كنت ارى انها جيدة المفعول مثل :بالروح بالدم ..وكلنا فداك..وسر ونحن ورائك ..ثم انى طلبت منهم ان يكون التصفيق للسيد الوكيل اساسيا وحارا جدا .ولا تسل عن العاصفة التى احدثناها فى وجه الرجل وهو قادم الى المصلحة ..الا انة لم يتسطع-لسوء الحظ-ان يفهم ان المظاهرة فى صالحة ،بل تصور ولعل ذلك يرجع الى شدة الضوضاء التى احدثها البلطجية انها مظاهرة او مؤامرة ضده او محاولة لاغتيالة ، فاطلق ساقيه للريح .. ولقد ظل الرجل يجرى ونحن نجرى ورائه فى محاولة مستميتة لاقناعه انما نحاول استرضائه ولكن دون جدوى .ورغم انى كنت استحثهم على الاسراع وعلى ترديد عبارة بالروح بالدم بالذات لعلها تعيد للسيد الوكيل الطمانينة والثبات ..ورغم شباب البلطجية وكبر سن السيد الوكيل الا ان سرعته فى الفرار فاقت سرعتنا بكثير حتى انى طلبت منهم ان يكفوا عن ترديد شعار بالروح بالدم فلعل الرجل تصور اننا سنجعلها دم واننا سوف نضحى بروحه هو ..وعموما فقد فشلت الخطة فشلا ذريعا وضاع ما انفقته على البلطجية ،ناهيك عن الشر الذى سوف اتعرض لة على يد السيد الوكيل فى الصباح .
ولقد كنت حسن الظن جدا حين تصورت ان الشر سينتظر الصباح..ولكن فى الحقيقة ما كدت اصل منزلى حتى قادنى جمع من رجال الشرطة الى القسم وهناك وجهت لى تهمة محاولة قتل السيد الوكيل. ولقد ذكر فى اقواله اننى وجماعة من البلطجية هددناه بازهاق روحة وسفك دمه ،وحين حاولت فى اقوالى ان اوضح لرجل الشرطة اننا كنا نهتف لسيادته ليس الا .. صرخ فى وجهى :اتسخر منى يا ابن...
وحين قادونى فى اليوم التالى الى سراى النيابة بعد ليلة ليلاء قضيتها فى الحبس وجدت بعض الرفق عند وكيل النيابة .. ورغم انه لم يصدق كلمة واحدة مما قلتة الا انة استمع لى وشبه ابتسامة ساخرة على وجه ثم امر باداعى فى الحبس .
وقد خرجت بعد حبس ثلاثة شهور بريئا لعدم كفاية الادلة الا ان التجربة المريرة الى خضتها اقنعتنى تمام الاقتناع اننى لست لذلك اللون من المجد وانما انا من النوع الذى خلق ليشقى ويكد فقط ولا ينال الحظوة مطلقا .. ولقد رضيت..فعلا رضيت .. والفضل لاشهر السجن الثلاثة

حسنى محمد ابو عيد

الحضارة بين الحق والباطل

الحضارة بين الحق والباطل
الذوق الإنساني الذي يعجب بمفاتن الجسد العاري هو ذوق بدائي غليظ و هو من غير شك أحط من الذوق الذي يعجب بجمال الحشمة الهادئ وما يشي به من جمال الروح ،و وجمال العفة ،و جمال المشاعر . وهذا المقياس لا يخطئ في معرفة ارتفاع المستوى الإنساني و تقدمه . لا طهارة و لا زكاة و لا بركة في مجتمع يحيا هذه الحياة ولا يأخذ بوسائل التطهر و النظافة التي جعلها الله سبيل البشرية إلى التطهر من الرجس ،و التخلص من الجاهلية الأولى ،و أخذ بها أول من أخذ أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم على طهارته و نظافته رضيت نفوسهم بما يأتي به قدر الله ، لشعورهم بأن قدر الله هو الذي يصرف كل شيء ،و كل أمر وكل حادث وكل حالة . استقبلوا قدر الله فيهم بالراحة و الاطمئنان

                                                                     بقلم :حسني أبو عيد
                                                                              رحمه الله

أحلام ليالى الشتاء



أحلام ليالى الشتاء
أحسست فجأة بألم بالغ فاعتمدت بطني بكلتا يدي، وصرخت من شدة الألم.
قبل أن أهوى إلى الأرض في طريق شبه خالي من المارة.......أوقف رجل الشرطة سيارته وأقبل نحوى باهتمام شديد...لقد كان شابا رفيع المرتبة...جم الأدب...اعتمدت على ذراعه وقادني بسيارته إلى أقرب طبيب..حيث شكرته من أعماق قلبي فودعني راجيا لي الشفاء ثم انصرف... ما أشد حبنا لهؤلاء الناس...لقد كرسوا حياتهم لحمايتنا وخدمتنا...إنهم يستمدون قوتهم وسلطانهم منا...ولو كانوا يستمدونها من غيرنا لاستعلوا بها كما كان يفعل النبلاء في عصر أوربا الوسيط وأصبحوا مثلهم ساده على مجتمع من العبيد.
لقد حكت لنا كتب التاريخ عجبا عن شرطه تستمد قوتها من سلطه أعلى من شعبها...حكت لنا عن عيونهم وهى تشع شررا...وقلوبهم وهى تفيض كبرا..ومترعة نفوسهم بالحماقة والغرور.... وكنا نقرأ في كتب التاريخ عن أياديهم الغليظة وهى تصافح وجوه الناس...وعن أقدامهم وهى تدوس ولا ترحم...وكان التاريخ يحكى لنا أن هؤلاء الناس بدعوى حماية القانون والنظام كانوا أسرع من يدوس على القانون والنظام..وكأن القانون لم يشرع إلا للنيل من العبيد ...الحمد لله أننا لا نعيش هذه الأيام وإنما عرفناها فقط من كتب التاريخ القديم أيام حكم الأسر الفرعونية الظالمة..حيث كان الفرعون عاليا فتوهمه نفسه أنه إله يعبده شعبه وليس ملكا يخدم مصالح شعبه .
اجتاحتني هذه الخواطر حين حملني هذا الشرطي الشاب برفق ورجولة ومودة إلى عيادة الطبيب الذي نظر لي هو الآخر بمودة شديدة وترفق بي وهو يخبرني بعد أن أعطاني مسكنا للألم أنى في حاجة إلى جراحه....
فصرخت لا من الألم هذه المرة ولكن لأني لا أملك هذه الآلاف التي يتقاضاها الأطباء للجراحات...ولقد ضحك الطبيب كثيرا عندما عرضت سبب صراخي وقال لي:يبدو أنك تكثر من قراءة التاريخ حتى كأنك تعيش فيه....يا صديقي إن هذا الزمان قد ولى وقد تعلم الأطباء اليوم ألا يتقاضوا إلا ما يكفيهم ليعيشوا بين البشر مستورين فقد وجدوا أن الرضا قد حقق لهم من السلام ما لم يحققه المال لأطباء الزمان القديم....وحين علمت أن الجراحة لن تكلفني إلا القليل جدا حمدت الله...وساعتها سمعت النداء(حي على الفلاح) فاستأذنت للصلاة فقال الطبيب ونحن جميعا معك...وجدت الجميع يلبون النداء وإذا بي أسير وسط أمواج من البشر تلبى...وقفت بينهم في الصلاة وقد اتسع المسجد للجميع....وجدت روحي تسبح في عليين في نشوة روحية غامرة ....حيث صحوت من نومي فزعا على وكزة شديدة في خاصرتي...وإذا بزوجتي وشرر الغضب يتطاير من عينيها تصرخ في وجهي ألا تستطيع يا رجل أن تحتفظ بالغطاء على جسدك ليلة واحدة.
مددت يدي كتلميذ خائب والتقطت الغطاء الساقط على الأرض واحتويت به زوجتي برفق فأشاحت عنى بعنف وولتني ظهرها..
كانت الوكزة في خاصرتي ما زالت تؤلمني إلا أنني ابتسمت ابتسامة ماكرة وأنا أضع رأسي مرة ثانية على الوسادة فليل الشتاء طويل وقد يسقط الغطاء مرة ثانية فتعاودني الأحلام من جديد
                                                                                     بقلم:حسنى محمد أبوعيد


الاثنين، 1 مارس 2010


اجمل مافى حياتى هو النفاق ...به حصلت على كل النعيم الذى ارفل فيه ..حتى أعلى الدرجات العلمية النى حصلت عليها لم تكن تتاح لى الا بهذا السلاح الرائع ...ولقد فشل كثيرون ممن اعتمدو على قواهم العلمية وحدها فى الحصول على ما حصلت عليه بسبب فقدانهم لهذا التكيف الساحر الذى يحل كل الطلسمات والآحاجى واللألغاز ...ولقد تعلمت هذا الفن الجميل من أبي رحمه الله ...فقد كان أستاذا لايعجز عن تقبيل يد أى كائن حى يرجو منه شيئا ما ...لقد كان لسانه رطبا ناعما مع هؤلاء ..وكان حديثه معهم ينساب سهلا لينا ...فى الوقت الذى يتحول فيه الى أخرس كامل الخرس مع غيرهم.. ولقد ورثت عنه هذه الموهبه الرائعه ...انها صفه تورث مع خلايا الدم ولا تستطيع اتقان فنونها بمجرد الاكتساب.

وقد يختلف معى كثيرون فى ذلك ..ولكنى على يقين أن النفاق فى عائلتى سجيه تتوارثها الآجيال .....وانى أرى كثيرين حولى يتكلفون النفاق ..ولكنه لا يؤدى الى الثمره التى يؤديها النفاق الأصيل..

ولا أستطيع أن أدعى أنى أخجل من النفاق ...بل على العكس من ذلك تماما ...انى أعتبره موهبه ....ولا يخجل الانسان من مواهبهوعطاياه التى ولد بها ..فكما لايخجل العبقرى من عبقريته , والشجاع من شجاعته, فأنا لاأخجل من مقدرتى الفذه على النفاق ...

وقد يعتقد البعض أنى أكون فى مركز الضعف مع من أنافقه .....والحقيقه عكس ذلك تماما ...فكيف يكون ضعيفا من يستغفل الآخرين , ويجعلهم ألعوبه بين يديه يحركهم كيف يشاء ؟ ..لقد رضوا للآنفسهم هذا الموقف المتدنى ..ولو أنصفت لكان المنافقون(بفتح الفاء) هم أولى بالاحساس بالمهانه منى ..فليس أسوأ ولا أشد مهانه من وضع المغفل.

وقد يقول قائل ان هذا عمل غير أخلاقى ...وفى الحقيقه أنا أعتبر الأخلاق خديعه كبرى وضعها الضعفاء ليستطيعوا الحياه بجانب الأقوياء...والا فلترينى قويا واحدا عنده اخلاق .. وان وجدته فاعلم انه حاله شاذه لا يقاس عليها ولا تفيد العموم .. وهنا قد ينبرى من يقول ان الاخلاق جزء من الشرائع ، ورغم ايمانى بالله وبانه خالق هذا الكون الهائل ، وخالقنا فيه ، الا اننى على يقين انه حين خلقنا تركنا له وتركه لنا ولا يعنيه من امرنا وامره شىء على الاطلاق .. وذو الجلال لا يشغل نفسه بماذا نفعل وماذ نترك .. فهو لا ينشغل الا بذاته العليه ، كما قال المعلم الاول .. لماذا يخلق الله عالما فاسدا ثم يرسل الرسل لاصلاحه؟ لو اراد الله له الصلاح لخلقه كذلك من الوهله الاولى .. ولكنه خلقه هكذا ، وانا اعيش فيه كما خلقه الله ، فليطل اصحاب اللحى لحاهم ، وليعبدوا اله لا يعبأ بهم ولا يذكرهم ، وليشغلوا انفسهم –بسبب شقائهم وحرمانهم- بالفردوس الموعود فلن اشغل نفسى الا بهذه الحياه ، نموت فيها ونحيا وما يهلكنا الا حوادث الدهر وكر الايام .

والعجيب انهم يبستغلون الدعوة الى الفردوس الموعود وسيله للسلطه والحكم.

اما انا فانى استغل مواهبى فى النفاق فى الاستمتاع بثمرات سلطه يملكها غيرى .. وحيث ان غايتنا شبه واحده فلا مجال اذا للمهاترة والادعاء ..

ورغم ان لى زملاء فى هذا الفن الرفيع ، الا اننا رغم كثرتنا لا نستطيع العمل فرادا ، فنحن جوقه واحدة ونسيج متكامل ، يلتف جيدا حول مصدر النعيم ومبعث النور والامل والالهام ... فهل يحاول عاقل مهما اوتى من قوة ان يفكر فى تدمير هذا الكيان المتراص المتكامل ؟ انه كيان يدافع عن نفسه بطريقه تلقائيه وبدون اى استدعاء .. ان له طبيعه حيويه فائقه كالجسد الحى .. يسهر اذا مرض احد اعضائه .. الا اننا قد نضطر احيانا للبتر لضمان سلامه باقى الاعضاء .

فلا تلومونى ايها التعساء ولوموا انفسكم .. والسلام والسعادة والرضا على جمعنا القوى الشرير .

حسنى ابو عيد

فتح المدينة المقدسه


فتح المدينة المقدسة
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18 كنا خمسون رجلا ذهبنا لنحرر المدينة المقدسة فقتلنا جميعا , ولم يبق سوى ثلاثة كيف ننهزم هكذا ونحن جند الله؟ ذهبنا إلى شيخ حكيم ننشد عنده الإجابة .......... قال :- لقد ذهبتم قبل أن تتطهروا من الخبث . قلنا :- و كيف نفعل أيها الشيخ الجليل ؟ قال عودوا عندما تتوهج النار............. مضينا نصارع الحياة .... ثم عدنا بعد فتره نضطرب وقد فقدت قلوبنا السكينة..... قلت: - قلبي يحترق أيها الشيخ الحكيم ... فاز بالرئاسة غيري وأصبح ملء السمع والبصر وجلست وحدي لا يعبأ بي احد أتجرع كأس المهانة والذل.... وقال الثاني:- لقد أطاحت رزم المال بالحقيبة السوداء بصوابي ولا أستطيع أن أكف عن التفكير فيها ... إنها متاحة ومعروضة ونفسي تراودني وتنزع إلى المال نزعا شديدا ولم يقر لي مذ رأيته قرار. وقال الثالث:-أما أنا فكربي ثقيل أيها الشيخ فقد تعلق قلبي بامرأة لا تسل عن جمال عينيها وصفاء بشرتها وحلاوة قوامها إني أراها تنسكب من حناياها الفتنه فيشتعل قلبي حبا ونارا فهي لا تميل إلى غيري كان الحكيم يستمع بجديه ووقار تعلو وجهه ابتسامه نورانية مشرقه .... لم يكن يبدوا عليه أي سمه من سمات النفور والكراهية وقال ببساطه شديدة :- لا يعيبنا أبدا نرى الحقيقة مهما كانت كالحة ..... وان البواعث الدنيوية وقت جفائها تتنفس بطريقه غامضة ... في حين تكون فجه وغليظة حين تظهر ويعلو صوتها .. كان جهادكم فيما مضى تنفسا غامضا لشهوه خفيه أعلنت عن نفسها اليوم بصوت جهير غليظ وقبيح ..فلتكن بواعثنا دائما جديرة بالعناية كغاياتنا. مضت بنا الحياة وكأننا خلقنا من جديد بسمت وأحوال مغايرة وأصبحنا وسط الجميع كالغرباء وقد اخذ ارتباطنا وصفا جديدا ..أصبحنا شخصا واحدا وفررنا الجهاد لتحرير المدينة المقدسة... ذهبنا لوداع الشيخ فوجدناه في مرض الموت تغشاه المهابة والجلال ... بكيناه عندما فاضت روحه كما لم نبك أبا وأما وأخا وأختا.... وعندما واريناه التراب كأنما وارينا جزءا منا هناك انطلقنا بجد لنحرر المدينة لم نجد سلاحا سوى الأغصان الجافة ...اقتحمتا المدينة نكبر الله وبيدنا السلاح... كنا نزداد طولا وتزداد المدينة قصرا حتى صارت تحت أقدامنا خاضعة مستسلمة. حسني أبو عيد