أدى الحرص على استقرار النظام الحاكم الفاشل واستمرار تقعده على كرسي الحكم إلى وجود علاقة زائفة فاشلة كفشل النظام نفسه بين المسلمين كدولة ومسيحيين يعيشون في ظل هذه الدولة الإسلامية.. ولنحاول أن ندرس هذه العلاقة الزائفة دراسة علمية هادئة في محاولة لإظهار حقائق يبدوا أن الجميع حريصون على إخفائها وكتمانها ظنا خائبا منهم أن ذلك يؤدي إلى الهدوء والاستقرار..
أولا: العلاقة الحقيقية التي لا مجال لإنكارها أو إخفائها بالمرة أن المسيحيين في بلاد المسلمين هم أهل ذمة.. أي أن لهم حقوقا كاملة يكفلها لهم الدين الإسلامي فهم يعيشون في ظل وكنف الدولة الإسلامية التي تحميهم وترعاهم.
ثانيا: أدى ضعف ووهن الحكومة الإسلامية إلى تواثب المسيحيين على سلطان الدولة وجهروا بأنهم ليسوا أهل ذمة بل هم أهل قوة وسلطان بل هم يستطيعون مواجهة الحكومة الإسلامية ورفض سلطانها عليهم.. مطالبون بحظهم من السيطرة و القوة والاستعلاء.
ثالثا: العقيدة الإسلامية تجتث العقيدة المسيحية من جذورها وتلك بعض آيات القرآن الحكيم التي تطيح بالمسيحية إطاحة كاملة:
" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ "
" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
" مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ "
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "
" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا "
رابعا: أدى التودد إلى الكنيسة والمحاولة الدائمة لاسترضائها وتجاهل ما في القرآن من حقائق بل ورفعه مع الصليب بيد واحدة إلى إذكاء روح التمرد والوثوب لدى المسيحيين.. واعتبروا تلك الملاينة والملاطفة ضعفا وخورا في الدولة الإسلامية فلبسوا سربالا واسعا عليهم وبدؤوا بالمظاهرات وإعلان التمرد على سلطان الدولة رافعين صلبانا عالية في الهواء إظهارا للتحدي لما في القرآن من تعنيفه لهم.
خامسا: أدى الضعف الشديد للعقيدة الإسلامية في قلوب الأجهزة الإعلامية بل وإظهار مقتهم وكراهيتهم للشريعة الإسلامية إلى وقوفهم في خندق واحد مع المسيحيين وأصبحوا نوابا عنهم في المطالبة بدولة لا وجود للدين الإسلامي فيها وما هذه الهوجة الهائلة عن الدولة المدنية إلا لفرض سلطان الكنيسة على الدولة الإسلامية استعلاءا من الكنيسة واستكبارا لأتباعها أن يكونوا رعايا في ذمة الدولة الإسلامية ومعهم في ذلك كل الإعلاميين.
سادسا : أدى إسلام كاميليا شحاتة ثم اختفائها على يد الكنيسة وعدم مثولها أمام النيابة العامة إلى ظهور حقيقة واضحة أن رئيس الكنيسة هو رئيس الدولة داخل الدولة وأنه لا يعبأ بقوانين هذه الدولة ولا يمتثل لأوامر النيابة العامة ممثلا في ذلك سلطانا فوق سلطان الدولة.
سابعا : مع مآخذي على السلفيين واعتبارهم في نظري المحدود أهل جلافة وغلظة إلا أنهم أصدق الناس في تعبيرهم عن مشاعرهم إزاء المرأة التي أسلمت ولم يهادنوا في ذلك الأمر ولم يصانعوا كما فعل الإخوان المسلمين بل وقفوا وقفة الرجال يدافعون عن أحكام الشريعة التي يعرفونها في كتاب الله.
" فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ "
ثامنا : لماذا كلما لطمتنا الكنيسة على خدنا الأيمن أعطيناهم خدنا الأيسر.. أليس هذا هو السبب في وجود البلطجة المسيحية في بلاد المسلمين.
تاسعا : على المسيحيين أن يتصوروا إلههم كما يريدون ولكن عليهم أن يعبدوه في كنائسهم وداخل بيوتهم ولا يحاولوا أن يفرضوا أنفسهم على الدولة الإسلامية بدعوى الدولة المدنية وإن فعلوا ذلك فلهم عندنا حق الحماية والرعاية وأنصحهم ألا يعلنوا الحرب علينا في بلادنا التي أمسك شعب مصر بزمامها بعد ثورة 25 يناير والتي أطاحت بالفاسد الفاجر الذي جعلكم تصولون وتجولون في ربوعها.
حسني محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com
8/5/2011