ليس هناك أنواع من المسلمين.. فهذا علماني وهذا ليبرالي وهذا شيوعي وذاك يساري.. فالمسلمون كلهم أمة واحدة يجمعهم الإيمان باليوم الآخر والحساب أمام الله والدينونة له.. وكل تصرفاتهم في الحياة يحددها هذا الإيمان باليوم الآخر يوم البعث والحساب فدائما تجده حريصا على طاعة الله. فالليبرالي أو اليساري الذي يقيم الصلاة ويركع ويسجد لله ويتحرى طاعة الله يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه هو مسلم فوق العين والرأس ولا يضره بتاتا إلا يكون سلفيا أو إخوانيا أما الليبرالي أو الشيوعي أو اليساري الذي كانت ليبراليته سببا في تحرره من العبودية لله فلا تراه أبدا ساجدا أو قائما وإنما تجده دوما ساخرا هازئا من الراكعين الساجدين ومعاديا دائما للدين وأهل الدين فقد فَقَدَ أهليته الإسلامية ونزع من رقبته ذل العبودية لله.. ولذا تجده دائما مدعيا للحكمة والصواب بل ويلزمنا أن نتبع نعيقه مفضلا علمه وحكمته على حكمة الله وعلمه.. وأنى له هذا ولأمثاله من الغربان السوداء.. الذين اعتبروا دين الله ظلاما ورجعيه وأن خيالاتهم المريضة السوداء هي كنوز المعرفة لسعادة الأمم والشعوب.. وهل تراهم سعدوا في حياتهم بأفكارهم المشوهة المناقضة لحكم الله ما بالنا نراهم تعساء يتسولون المجد الزائف والشهرة الكاذبة تعويضا عن شقاء دفين وحرمان أليم.. وهل يجدر بنا نحن وقد سعدنا بطاعة الله ونعمنا برضاه وتمتعنا في حياتنا الدنيا بالطمأنينة والسلام والثقة والأمان هل يجدر بنا أن نترك حكمة الله لنعيق الغربان.. أي رأي تافه حقير هذا الذي يجعلنا نخرج من الطمأنينة والسلام إلى درك الوحشة والظلام أفيقوا يا من تتسمون بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان لن تجديكم نفعا هذه الأسماء وإنما تجديكم طاعة الله والعبودية له.. ولا يدعي قوم الفلاح والنجاح وهم أبدا لا يركعون ولا يسجدون لله ويستبيحون حرمات الله ثم إنهم يدَّعون أعلم وأفقه في دين الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من شدة وعظمة هذا البلاء وهذا الجحود والنكران.
حسني أبوعيد
29/5/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق