اختصر المنافقون ممن يتسمون بالمثقفين شريعة الله اختصروها في رجم الزاني وقطع يد السارق.. وكأنما تنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمره برجم الناس وقطع أيديهم.. وفي هذا ما يكفي لكي يمقت البشر هذا الدين وينصرفوا عنه كارهين مُزوَرين.. وإني أتساءل كيف هذا الإجماع من مثقفي مصر الإعلاميين على مقت دين الله.. هل هو طلب العزة من عواصم النور " أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " أيها المثقفون الغريبون عنا وعن تقاليدنا.. لقد انحزتم جانبا مغايرا تماما لجانب شعب مصر العريق الذي انحاز بفطرته الطيبة العميقة إلى جانب الله ولم يحادد الله ورسوله ولم يلقى بالا إلى ترهاتكم التي يوحي بها إليكم سيدكم الشيطان.. الويل لكم.. كيف غفلتم عن عظمة دينكم الذي لا سبيل غيره لتحقيق الطمأنينة والسلام في قلب الإنسان.. إنه إتزان وأي إتزان ذلك الذي يحققه هذا الدين العظيم في قلب هذا المخلوق البشري الضعيف الذي يخطئ وما زال يخطئ مهما علت درجته في معارج الإيمان.. إنه قلب ذكي اتصل بملك الملوك قائما ساجدا يحذر الأخرة ويرجو رحمة ربه مستلهما رشده من نور وجهه الكريم.. الويل لكم.. لقد أنزل الله لكم كتابا فيه ذكركم وإعلاء شأنكم فتركتموه وتسولتم رضا أسيادكم بخياشيم الخنازير.. منحكم الله الحريه وتأبون إلا العبوديه ثم ما هذا الإفتراء على الدين وحصره في حدي الرجم والسرقة.. لقد هاجر المسلمون من مكة إلى الحبشة فرارا بطمأنينة قلوبهم ولم يكن هناك رجم ولا قطع ولا صيام ولا زكاة بعد.. إن وهجة الإيمان التي توقدت في قلوبهم جعلتهم يرفضون ذل العبودية والإنكسار.. كيف وقد رأيتم آية من آيات الله في ثورة الشعب المصري المباركة التي أذل الله بها الجبابره والطغاة وها هم أمامكم قابعين مرهونين في محابسهم تعلوا وجوههم غبرة الذلة والإنكسار.. لماذا تسعون جاهدين إلي نفس المصير المشئوم في الدنيا ثم يوم القيامه مصير المقبوحين الملعونين.. وأخيرا فاعلموا - إن كان العلم يفيدكم - أن الفقه الإسلامي لا يتولد في الفراغ إنما هو نتاج أمه مسلمة.. إن الفقه الإسلامي لا يصنع الأمة المسلمة بل الأمة المسلمةهي التي تصنع فقهها.. لذا فهو يتغير ويتطور بتغيير المكان وتطور الزمان بلا تغييرولا تبديل بحال وختاما أذكركم بالأجر الآجل الذي هو خير لكم من عاجل أجركم من عواصم النور.
" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا "
حسني محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com
22/5/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق