هل هناك
إهانة كتلك الإهانة التي تلصقها بشعب مصر تلك الجبهة الألمعية التي فرضت وصايتها
على شعب مصر العريق بصفته شعبا غرا أبلها ساذجا وإن شئت فقل مغفلا.. وإنه بسبب
غفلته هذه محتاج إلى من يصحح له مساره ويلهمه رشده..وهذا اتهام خطير لشعب مصر
العريق الضارب بعراقته في جذور التاريخ.. ولم أسمع في أي ديمقراطية مزعومة أن هناك
أقلية واعية تفرض إرادتها على أغلبية غافلة أو إن شئت مغفلة.. ما أعلمه عن
الديمقراطية أن كافة الأغلبية حتى ولو كانوا مغفلين ترجح.. ثم إن القانون لا يحمي
المغفلين وبالتالي لابد للشعب الذي هو في نظر نخبته الداعية مغفل أن يتحمل نتيجة
غفلته وسوء اختياره.. ما لكم يا جبهة الوصاية.. كيف تحكمون.. هل غابت عنكم عظمة
هذا الشعب لهذه الدرجة.. إن مثلكم كمثل التلميذ البليد الذي لا يستفيد من عظمة
أستاذه وعلمه الغزير.. يا جبهة الوصاية.. إن شعب مصر يقول لكم بلسان فصيح إنني لا
أحكم على الناس بتلك الترهات التي تقدمونها في برامجكم.. إنها لا قيمة لها عندي
ولا أثق بها على الإطلاق.. إن ثقتي كلها يا جبهة الوصاية في معدن الرجال.. وتلك
موهبتي التي حباني الله بها.. إن أختار الرجال الذين أثق فيهم بقدر ما يوثق في
البشر وأكل إليهم إعداد البرامج وتنفيذها وأراقبهم عن كثب ليعلم كيف تصير بهم
الأمور.. إني لا أختار أنصاف الرجال من الزنادقة والضائعون في بحار الهوى وظلمات
الآثام.. إنني شعب عريق يستطيع دائما التميز بين الصادق والكاذب بخبرة الإيمان
وميراث السنين.. يا جبهة الوصاية لقد بهرتكم حكمة شعب مصر في الاستفتاء الحر فقلبتم
الحكمة غفلة.. إنكم لن تستطيعوا أبدا أن تفقدوا شعب مصر ثقته في نفسه فهو الذي
يقود اليوم.. هو القائد وهو المعلم.. ولا يضير المعلم الناجح بلادة حفنة من
تلاميذه الأغبياء .
حسني أبوعيد
28/5/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق