إن هذه المعاملة التي يعامل بها الرئيس المخلوع والمرتكب لجرائم يصل بعضها إلى الخيانة العظمى وقتل الشعب.. من إقامة في مستشفى خمس نجوم وتدليل يصل إلى حد التكريم المبالغ فيه كأنما هو كيان هش لطيف يخشى عليه من لفح الهواء بل ومداعبة النسيم. إن هذا الكيان المجرم يذكرني بكيان مجرم آخر هو الشاعر بشار بن برد والذي كان ضخم الجثة كريه المنظر يقول شاكيا أمره لخليلته:
إن في بردي جسما ناحلا *** لو توكأتا عليه لانهدم
لماذا كل هذه الرحمة والشفقة على هذا العتل الزنيم.. إنني أذكر ضحايا وكانوا في مثل سنه اليوم حين تولى السلطة بالأمس وتم اعتقال كل من يجاهر بالدعوة إلى الله.. وكان هؤلاء الشيوخ الأجلاء قد اعتقلوا بعد أن امتلأت السجون حتى أصبح مأمور كل سجن يرفض استقبال المزيد.. فكانت العربة النكده تنتقل بهم من سجن إلى سجن حتى أشتد بهم التعب ووهن الشيخوخة فاستأذنوا قائد العربة النكده أن يسمح لهم أن يسترحموا مأمور سجن بور سعيد كي يسمح لهم بدخول السجن .. وكم كان هذا مسليا ومضحكا أن يسمح لهم المأمور بالدخول بعد طول استجداء واسترحام.. كانوا شيوخا كراما أجلاء تضيء قلوبهم ووجوههم ولحاهم البيضاء بذلك النور الطيب الوضيء.. إن هذا الرجل لم يرحم أحد أبدا فكيف يعامل هذه المعاملة التي وصلت إلى حد التكريم.. إنه لم يكرم أحد أبدا حتى أولئك الذين يعملون معه كان يسبهم ويكيل لهم الشتائم.. وهل يجوز تدليل بغل يرفس بقوائمه وينهق بمنخريه.. لقد أهان نفسه وأهان أمته فدعوه يلقى جزائه في محبس السجن ذليلا حقيرا ولا تخشوا عليه من شم النسيم أو لفح الهواء.
حسني محمد أبوعيد
30/5/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق