الأحد، 3 أبريل 2011

" وجهان لعملة واحدة "




قد تتعجب إذا قلت لك إن الذين يهدمون الأضرحة و الذين يدافعون عنها هما وجهان لعملة واحدة.. كلاهما قد جمعهما طيبة في القلب وجمود في العقل.. فقد قضت حكمة الله أن يعدد أنواع البشر.. فخلق سبحانه و تعالى نوعا من البشر نسميهم اليوم المحافظين وهم أدعى إلي الثبات ورفض التطور بأي حال و المحافظة على القديم وعدم تجديده بحال .. وهؤلاء هم الذين واجهوا جميع الأنبياء وواجهوا دعوتهم للإصلاح بالازدراء و التعذيب بل والقتل في بعض الأحيان..
من هنا نفهم شدة غضب شيخنا الفاضل مفتي الديار المصرية على أولئك الذين يهدمون الأضرحة فهو يحافظ على تراثه الذي نشأ فيه وتربى عليه فهو محافظ لا يستطيع الانحراف عن القضبان الحديدية لذلك التراث .. كما أن إخواننا وأحبابنا السلفيين قد تربوا على تراث قائم على أساس هدم الأضرحة و لا يمكن بتاتا أن يتزحزحوا قيد أنملة عن ذلك التراث ..
فما الحل إذن بين خصمين طيبين يجمعهم نظام عقلي واحد ؟
الحل في رأي في يد هؤلاء الثوريين وهم نوع آخر من البشر يختلف تماما عن النوع الأول.. لقد خلقهم الله ليكونوا الأتباع الأُول للأنبياء.. ولا أجد وصفا لهم إلا هؤلاء الرجال والنساء في مكة المكرمة والذين هاجروا بدينهم إلى الحبشة فرارا من المشركين الذين جمدوا على دين آبائهم.. ولابد أن تلاحظ معي أن هؤلاء فروا " بدينهم " وركبوا البحر الذي لم يعتاده العرب وفيهم نساء ولم يكن هذا " الدين " قد فرض فيه بعد معظم شعائر الإسلام من صيام وزكاة و جهاد..
لم يكن في قلوب الثائرين الأوائل إلا وحدانية الله وتوجه القلب إليه وإقامة الصلاة..
و من هنا نفهم قول الإمام الشهيد سيد قطب الذي أحيانا الله معه و به في ظلال القرآن.. نفهم قوله إن هذا المجتمع مجتمع جاهلي فالرجل لم يكن يقصد بتاتا إلى تكفير المجتمع و إعلان الحرب عليه.. بل كان يقصد و ليعي من يعي و ليسمع من يسمع كان يقصد دعوة الناس من إلى إحياء عقيدة التوحيد في قلوبهم.. وأن تحيا هذه القلوب بنور القرآن.. وهي دعوة جادة حقيقية أجدر بنا اليوم أن ندعوا إليها ونحرص عليها.. لقد انشغلنا تماما بحروف القرآن ولم ننشغل بإحياء معانيه في قلوبنا.. لقد أصبح يُسب الرجل بأنه رجل قرآني.. أليست هذه أبشع مصيبة أصبنا بها في زماننا.. إذا توجهت إرادة الله إلى إحياء نور القرآن في قلوبنا وانصبغت به حياتنا فلن تكون هناك أضرحة يتوسل بها قوم قد امتلأت قلوبهم بحب الله و الحب في الله و ليس الحب مع الله ..
إنه أسلوب الدعوة أيها الأحباب من أي طائفة كنتم فاجتمعوا في الطريق إلى الله و لا تكونوا سببا في الصد عن سبيل الله..
ترى هل بلغت اللهم فاشهد00
حسني محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com
3/4/2011


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق