اختارني الله وأنا كهل تجاوزت الشباب للاشتراك في نهار وليل الجمال والأحصنة في ميدان شهداء الحرية ميدان التحرير ميدان العزة والكرامة الغالية.. حين كنت شابا لم يكن لي باع في حرب ولا قتال.. كنت هادئا أوثر السلام.. وفي ذلك اليوم وجدت ثورة بداخلي كما هي بداخل من حولي تقودني وتدفعني إلى ميدان الشهداء.. ميدان الثوار الشباب الكرام.. أصابني الذهول عندما رأيت الدماء تسيل من رؤوس ما كانت تطلب سوى تنفس عبق الحرية وطرح الذل والاستعباد ووجدت شبابا خرجت عينهم من حدقتها حتى كدت أفقد عقلي ووعي ورباطة جأشي.. ولكني وجدت شبابا لا يهولهم ما هالني ووجدت بعيني راسي من لا يهابون ولا يخافون ويتقدمون برؤوس عارية لصد جحافل من جموع البلطجية وغيرهم.. وعندما بدأت معركة الجمال والخيول ثم انتهت بتلك الخيبة والتعاسة لأعداء الحرية وركب الثوار خيولهم زهدا ونصرا.. أيقنت أن الله وليس الثوار هو الذي ينتصر من الفئة الباغية.. وزاد يقيني عندما حل المساء وحاصرنا المجرمون بثلاثة آلاف يزيدون أو يقلون ولم يكن قد بقى منا سوا بضعة مئات لعلنا كنا ثلاثة مائة بعدد أهل بدر ونصرنا ناصر أهل بدر فلم يستطيعوا اقتحامنا.. بل وجدنا حجارتنا تتطاير في السماء أكثر من أعداد الرامين منا.. ويا لهفتي ولوعة قلبي على شبابنا الشهداء الذين سقطوا برصاص القناصة بقسوة عربيدة طاغية.. لقد أصابني الإعياء حتى لم أكن صالحا لشيء فغادرت فجر ذلك اليوم لعلني أستجمع شتات نفسي وقلبي لعودة ثانية.. ولقد عدت وعدت ولكن أبدا لم يكن يوما كذلك اليوم.. يوم عربدت بشبابنا جموع مجرمي ذلك الجبار الطاغية.. واليوم أراه وقد نزع الله ملكه ووقع في قبضة العزيز المقتدر بلا إيمان ولا صبر ولا يقين ولا توبة ولا ندم فانعم بسفالاتك في الجحيم أيها القذر .
حسنى محمد أبوعيد
19/4/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق