" كلمة ألقى بها وجه الله الكريم "
لابد أن يكون مفهوما وواضحا تماما إن الخلاف بين المسلمين والمسيحيين هو خلاف حول صلب العقيدة.. فالمسلمون يؤمنون بأن الله هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد والمسيحيون يؤمنون بإله تجسدت روحه القدس في مريم العذراء وخرج منها طفلا قتله الرومان بإيعاز من اليهود وصلبوه بعد ما شب وجهر بالدعوة وهم بذلك يعتبرون الصليب أكبر عزة وكرامة في عقيدتهم الدينية.
و المسلمون يتلون: " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ "
ويتلون " مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)
ويرد المسيحيون على ذلك بصروح من الكنائس العملاقة ترتفع صلبانها عالية في الفضاء.
والمسلمون يتلون :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) " لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "
ويتلو المسلمون " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) "
ويتلو المسلمون:" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (74)
وتتجرع قلوب المسيحيين هذه الآيات غصصا ولا قبل لهم بها ولكن يمقتونها ويضغطون مقتهم في قلوبهم حتى إذا ما رأوا من المسلمين هزيمة واندحارا ثارت كوامن تلك الأحقاد من قلوبهم وخرجوا بصلبانهم عالية في الفضاء تنفيسا عن غيظهم المكبوت وشرهم العميق الكامن .
ولقد كانت فتره حكم الرجل المخلوع الذي خلعه شعب مصر لحقارته ونذالته كأخنع وأذل حاكم أساء للإسلام والمسلمين وأزرى بنفسه وبهم كانت فترة حكمه أزهى وأرحب فرصة كي يخرج أصحاب الصلبان من جحورهم.. وانطلقت الصلبان مرتفعة في فضاء بلاد المسلمين متحدية مشاعرهم ودينهم كما خرجوا من قبل حين أطاح التتار بالدولة الإسلامية في دمشق خرج المسيحيون فرحين جذلين يسكبون أواني الخمر على أبواب المساجد.
إن قوما يعبدون البقرة لا يمكن أن ينشأ بينهم وبين قوم يذبحونها ويأكلونها سلام. فالسلام إما أن نعبد نحن البقرة أو هم يذبحونها.
لذلك لا أرى للمسحيين في مصر حقا مطلقا في الحديث عن الشريعة الإسلامية أو عن تطبيقها وليحتفظوا بصلبانهم في بيوتهم وداخل كنائسهم فليسوا هم ولا أكبر أكابرهم بقادرين على إطفاء نور الإسلام من بلاد المسلمين..
ولقد غار عهد وانقضى كان ينعمون فيه بإظهار سخائمهم على هذا الدين. وأنتم تعلمون جيدا أن كبريكم قد نهاكم عن ثورة الثائرين.
والسلام على أمة الإسلام أمة الموحدين
حسنى محمد أبوعيد
18/4/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق