هذةالمدونه لعرض المقالات والأعمال الأدبية للأستاذ و هى محاوله شخصية تقديرا ً له و لأعماله ولنحيا معا حياة طيبة "في ظلال القرآن "
الأحد، 17 أبريل 2011
قلب يدعوا وشيطان يخدع
سألت حكيما مرة كيف أدعو إلى الله فأذهلني جوابه حتى كاد يحبطني.. فقد أجابني أن الشقاء الكامن في قلب الإنسان كمرض ملازم لا يرحل قد يكون هو الدافع له إلى الدعوة إلى الله وبذلك لا تكون الدعوة إلى الله كما يبدو له وإنما هو تنفيس عن كرب عريق في صدره ينفثه في وجوه الناس وكأنما يوزع عليهم بعض ما في صدره من شقاء.. فلما رأى الحكيم انزعاجي تبسم في وجهي وقال لا تخف ولا تحزن فقد شقينا جميعا في نشأتنا في بيوتنا وبين أسرنا ولم نجد ذلك لحضن الجميل الذي تنمو فيه أزهار الطفولة وتنعقد فيه ثمار الشباب..
سألته وما الحل كي أتخلص من ذلك الشقاء.. ؟
أجابني الرجل أن تبدأ أولا بنزع خشيتك من الناس بطرح ذلك القناع الذي يرتديه أغلب الناس فيتفرد في قلبك فقط الخوف من الله دون الخوف من الناس وقديما قال أحدهم "حيا الله الجبن فما رفع منارة الفضيلة غيره " .. ولن يتأتى لك ذلك إلا إذا أشرق قلبك بنورين
أولهما: أن تنزع الكبر من قلبك انتزاعا فلا ترى في نفسك قيمة تعلو بها على أحد فلا تُرى دائما مجادلا مدافعا عن نفسك أو عما تظن أنك تعتقده وتؤمن به بل تؤدي دورك صامتا كصمت أبى الهول لفترة قد تطول كثيرا حتى تبني فيها نفسك الأصيلة الحقيقية.
أما النور الثاني: فهو إدراك الحقيقة التي عجز عن تفسيرها كل البشر وهو ذلك التناقض الحاد في داخل النفس الإنسانية.. فالفجور والتقوى كائنان دائما داخل النفس مهما ارتفع الإنسان في مراقي الإيمان..لا ينفك الإنسان عن جواذب تجذبه إلى أسفل وهواتف تهتف به إلى أعلى..ويلعب الشيطان هنا لعبته الكبرى التي يخدع بها الأبرياء فيقنعه أنه منافق وأن ظاهره غير باطنه والعجيب أن هذه الوسوسة الشيطانية تدعوه إلى مزيد من التكلف و التصنع والتشدد أمام الناس..
فلتكن دوافعك الحقيقية أحري بالعناية من غاياتك هكذا تلملم أوصال نفسك وتفهمها وتعرف معنى قول الله عز وجل " يعلم السر وأخفى " فالسر هو الذي نخفيه عن الناس أما ما هو أخفى منه هو ما لا تعرفه من أسرار نفسك التي تحركك دون أن تدري ولتعلم أن الأعمال بالنيات وأن لكل امرئ ما نوى وليكون لك دائما تعاوده وترجع إليه.
حسني محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com
17/4/2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
نعم .. هذا هو الطريق .. أن يدرك الإنسان أنه إنسان ..؟!
ردحذفإنسان .. بلحظات إشراقه وتطلعات روحه ، وبظلمات نفسه وساعات خذلانه...
إنسان .. حين تعلو به نفخة الروح فوق ذاته وفوق رغبات الدنيا، وحين يستنيم ساعة لأوهام قبضة الطين فتغلبه رغبات الحياة .
إنسان .. حين يضل الطريق ، فيتوه قلبه وفكره في الغموض ، وحين يفتش ويتوخي الأضواء الآتية من السماء فيهديه الله إلى النور.