هذةالمدونه لعرض المقالات والأعمال الأدبية للأستاذ و هى محاوله شخصية تقديرا ً له و لأعماله ولنحيا معا حياة طيبة "في ظلال القرآن "
الاثنين، 25 أبريل 2011
كابوس ليل رهيب
رأيت فيما يرى النائم وكأن الأخوان المسلمين قد فازو في الانتخابات فوزا ساحقا دحروا به جميع خصومهم السياسيين بل وفاز مرشحهم برئاسة الجمهورية.. ورايتهم وقد أخذوا يحتفلون بانتصارهم المجيد.. فإذا بهم وقد أجلسوا كبيرهم كجلسة الطواغيت على كرسي فخم عال رفيع ووضعوا على رأسه تاجا مرصعا بالزمرد والياقوت يزيد طوله على نصف متر في الفضاء.. وجلس مزهوا بنفسه متصنعا في نفس الوقت الطيبة والتواضع.. وتقدم أكابرهم ينحنون أمامه انحناءة إجلال وتقديس يقبلون يديه وأحيانا قدميه فهو ظل الله في الأرض وهو الحاكم بالتفويض الإلهي لا يرد حكمه ولا يناقش قضاؤه.. ودب الذعر في قلبي فما كانت هكذا أبد دولة المسلمين وجعلت أتذكر أين رأيت هذا المنظر من قبل فلم تسعفني ذاكرتي فقلت لعلها شيء مختزن في صدري من ديانة أخرى غير الإسلام.. إلا أن الضغط الهائل على أعصابي أيقظني من رعب هذا الكابوس فقمت أصرخ مذعورا.. أبد لم يكن الإسلام هكذا في يوم من الأيام.. استيقظت زوجتي والأبناء مذعورين.. لهياجي محاولين تهدئة روعي.. ناولوني من الماء ما تجرعت بعضه ومسحوا ببعه على وجهي الملتهب المحتقن وجعلوا يستعطفونني ويتوسلون إلىَّ جميعا أن أهدأ وأقول لهم كيف أهدأ والأخوان يسعون لإقامة الحكومة الثيوقراطية.. جعلوا يتوسلون إلىَّ أنه لا يمكنهن ذلك فليس في الإسلام حكومة دينية فأزداد غضبا وأثب على قدمي فوق سريري صائحا بأعلى صوتي.. مدنية.. مدنية.. لا حكومة إلا المدنية.. ويبدو أن الجيران استيقظوا بدورهم وسمعوا صراخي بالدولة المدنية فصرخوا جميعا معي.. مدنية.. مدنية.. وهتفوا بسقوط الإخوان وبحياة الدولة المدنية..
في الصباح حين استعدت وعيي وعادت لي مداركي وأبصرت أموري وجدت أن كابوسا فعل بي هذه الأفاعيل وجعلني أردد شعارات غبية حمقاء وجعلت الآخرين يرددونها معي.. وقلت في نفسي يا لشدة مكر المنافقين.. لقد كانوا يمقتون هذا الدين وهم في حماية المخلوع الأثيم فلما انكشفت ظهورهم وأمسوا عارين مفضوحين جعلونا نحن نردد مرادهم ومبتغاهم في هدم هذا الدين العظيم.
أردت أن أطيب خاطر زوجتي والأولاد الذين أفزعتهم.. فقلت لهم إن الأخوان المسلمين بشر كأبيكم ومثلكم وكسائر البشر أحيانا يصيبون وأحيانا يخطئون وليس هناك بشر دائما مصيبون ولكننا جميعا أنتم وأبيكم والأخوان نؤمن بالله واليوم الآخر وأن هذا الإيمان يا أبنائي هو الذي يعصمنا غالبا من التمادي في الذنوب وهذا ما يميز شعب مصر كله يا أبنائي عن هذه الفئة التي تعوي من المنافقين.
حسني محمد أبوعيد
hosnyaboeed@yahoo.com
23/4/2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ادعوا الله ان يتحقق كابوسك
ردحذفكابوس لذيذ....ابيض علي كل مظلوم ..اسود علي كل
ردحذف